يمكن للفياجرا أن تصنع المعجزات للرجال، ولكن تخبرنا إحدى الدراسات الحديثة أنها أيضًا قد تحسِّن الجنس عند بعض النساء، خاصةً بعد سن اليأس.

جاءت النتائج من فريق بحث بقيادة (جنيفر ر. بيرمان)، حاصلة على دكتوراه في الطب، و(لورا أ. بيرمان)، حاصلة على دكتوراه في الفلسفة، بالإضافة إلى أنهما من كبار الباحثين في مجال الوظائف الجنسية.

شملت الدراسة- والتي مولتها شركة “فايرز” صانعة الفياجرا- تقييم 202 امرأة بعد سن اليأس مشخصات باضطراب قلة الاستثارة الجنسية الأنثوي (FSAD)، وهو عدم القدرة على الوصول إلى النشوة الجنسية أو الحفاظ عليها. وقد عولجت نصف النساء بواسطة الفياجرا، والنصف الآخر بواسطة دواء وهمي غير نشط (placebo)

وكانت النتائج كالآتي:

لم تؤكد الفتيات اللائي عولجن بالأدوية الوهمية على تحسن الأعضاء التناسلية فحسب، بل إن بعضهن قد أعرب عن مزيد من الرضا الجنسي، ولكن في الوقت نفسه كان هذا الشعور أكثر شيوعًا عند النساء اللائي عولجن بالفياجرا.

وأما بالنسبة للنساء اللواتي يعانين من اضطراب قلة الاستثارة الجنسية (FSAD) مع اضطراب فتور الرغبة الجنسية (HSDD)، لم تؤثر الفياجرا على الرغم من أن العديد من مرضى اضطراب قلة الاستثارة الجنسية لديهم أيضًا صعوبة في تدفق الدم في الأعضاء التناسلية، مما يشير إلى أن هناك مشكلة جسدية يمكن للفياجرا حلها، ولكن مشكلة مرضى اضطراب فتور الرغبة الجنسية الأساسية تتمثل في العاطفة أو في العلاقة نفسها مما يؤدي إلى انعدام الرغبة الجنسية.

ولهذا أكَّدت (بيرمان) قائلةً: «يجب حل المشاكل العاطفية أو الخاصة بالعلاقة نفسها قبل البدء في العلاجات الطبية».

الفياجرا: الإحساس التناسلي والرضا الجنسي:

أولًا دعنا نلقي نظرة سريعة على خصائص نساء هذه الدراسة، فبعضهن قد تخطى سن اليأس، والبعض الآخر قد استئصل الرحم، كما تتراوح أعمارهن بين 30 و71 سنة بمتوسط 51 سنة تقريبًا.

بعد تناول الفياجرا، أو الأدوية الوهمية، ركز (بيرمان) على إجابات النساء على سؤالين اختيارين، وهما:

1. بعد تناول الدواء، يبدو أن الإحساس/الشعور في المناطق التناسلية (المهبل، الشفرتين، البظر) أثناء الجماع أو الاستثارة:

  •  أكثر من ذي قبل.
  •  أقل من ذي قبل.
  • بدون تغيير.

2. بعد تناول الدواء، كان الجماع و/أو المداعبة نفسها:

  • ممتعة ومرضية وأفضل من ذي قبل.
  • غير سارة وأسوأ من ذي قبل.
  • بدون تغيير.
  • ممتعة، ولكنها لا تزال غير مُرضیة.

وكانت النتائج كالآتي:

من بين من تناولن العلاج الوهمي، أجابت 44% من النساء بالتحسن بالنسبة للسؤال الأول، وأجابت 28% منهن فقط بالتحسن بالنسبة للسؤال الثاني، في حين أعربت 57% ممن عولجن بالفياجرا عن التحسُّن في السؤال الأول، و42% منهن في السؤال الثاني.

وكانت النتائج أكثر لفتًا للانتباه بين متناولات الفياجرا اللواتي يعانين من اضطراب قلة الاستثارة الجنسية دون اضطراب فتور الرغبة الجنسية؛ إذ أفادت 69٪ بالتحسن في إجابة السؤال الأول، وهذا يمثل ثماني أضعاف نسبة متلقيات العلاج الوهمي.

وأما عن إجاباتهم عن السؤال الثاني، أبدت 50% من متناولات الفياجرا اللواتي يعانين فقط من قلة الاستثارة دون فتور الرغبة الجنسية، تحسنًا واضحًا، وهو ما يعادل 11 ضعف متناولات الدواء الوهمي.

ولاحظ الباحثون أن النساء اللواتي استجبن للفياجرا قد يحتجن إلى مستويات طبيعية من هرمون الإستروجين (estrogen) وهرمون التستوستيرون (Testosterone).

وبالنسبة للعديد من النساء اللاتي تخطين سن اليأس، قد يعد هذا علاج فعلي لسن اليأس.

ولكن هل يجب حقًا على النساء خوض هذه التجربة؟

في المملكة المتحدة، الفياجرا دواء مُرخص فقط لمساعدة الرجال الذين يعانون من ضعف الانتصاب ويجب ألا يؤخذ من قبل النساء.

بالإضافة إلى ذلك، ليس هناك دليل قاطع على أنها سوف تساعد النساء على الشعور بالإثارة والرضا الجنسي، بيد أنها قد تسبب آثار جانبية غير مرغوب فيها.

إذا كنتِ تعانين من فتورٍ الرغبة الجنسية وتريدین فعل شيء، تحدَّثي إلى طبيبك حول الخيارات المتاحة لديك؛ فبالنسبة لمعظم النساء المشكلة ليست جسدية، ولكن تكمن في عدم وجود الرغبة في الدماغ، وهي مشكلة لا يمكن حلها دون استخدام العلاج، كالفياجرا.

وبدلًا من السعي وراء الأدوية، تحدَّثي مع شريك حياتِك، واطلبي الدعم والمساعدة من أخصائي الصحة الجنسية.


  • ترجمه: فؤاد ياسر عامر
  • تدقيق: هدى جمال عبد الناصر
  • تحرير: أحمد عزب

                           المصدر1                                               المصدر2