يخشى المرضى المصابون بالأمراض القلبية من الموت فجأةً بسبب الجنس لكن دراسة جديدة تُفيد أن هذا لن يحدث على الأرجح.

توصل الباحثون إلى أن أقل من 1% من المرضى الذين اختبروا نوبة قلبية كانوا يمارسون الجنس أو قد مارسوه للتو. أمّا الآن، فإن ساميت تشيوغ Sumeet Chugh أحد كتاب هذه الدراسة لديه أخبارًا جيدة ليخبرها لمرضاه القلقين.

صرّح الطبيب تشيوغ والذي يشغل منصب المدير المساعد لمعهد القلب لأمراض القلب الجينية في مستشفى سيدارز-سيناي في لوس أنجلوس: «كطبيب للأمراض القلبية، فإن المرضى يسألونني أحيانًا بطريقة غريبة ويقولون: “دكتور، ما هو احتمال الموت فجأة بسبب النشاط الجنسي؟”. نستطيع أن نخبرهم بأن الاحتمالية ضعيفة، برغم أننا لا نملك المعلومات والبيانات اللازمة للإجابة». واستطرد: «أمّا الآن، فنحن نملك البيانات اللازمة للإجابة على هذا السؤال».

وصف الباحثون توقف القلب المفاجىء «السكتة القلبية» بأنه حالة مميتة في أغلب الأحيان والتي تظهر في شكل انهيار وتدهور مفاجىء للصحة بجانب اختفاء النبض.

يموت أكثر من 300 ألف شخص سنويًا في الولايات المتحدة بسبب نوبات توقف القلب الفجائية، لكن على الرغم من ذلك وبحسب الدراسة، فإن 1 من كل مئة رجل و 1 من كل 1000 إمرأة يعانون من نوبات توقف قلب فجائية ناتجة عن النشاط الجنسي. جدير بالذكر أنه تم تقديم هذه الدراسة في الجلسات العلمية لجمعية القلب الأمريكية American Heart Association’s Scientific Sessions ونشرت في مجلة الجامعة الأمريكية لأمراض القلب.

فحصت دراسة الموت المفاجىء الغير المتوقع التي جرت في أوريغون بالولايات المتحدة بيانات لأكثر من 4500 حالة توقف قلب في المناطق الكبرى لكل من بورتلاند وأوريغون من عام 2002 حتى عام 2015. وكانت 34 حالة فقط لها علاقة بالحنس وأغلبها من الرجال الذين يملكون تاريخًا بأمراض القلب.

قام الباحثون بجمع سجلات طبية وبيانات التشريح وتفاصيل حول ما كان الشخص يقوم به عند إصابته بنوبة توقف القلب المفاجئة، واعتبروا أن أي حالة حدثت خلال ممارسة الجنس أو بعد ساعة منه هي حالة متعلقة بالنشاط الجنسي.

حدثت نوبة توقف قلب خلال ممارسة الجنس في 18 حالة بينما حدثت بعد دقائق من ممارسة الجنس في 15 حالة. وهناك حالة واحدة لم يكن تحديد الوقت فيها ممكنًا,قال تشيوغ: «لقد تفاجئنا وشعرنا بالسعادة عندما رأينا كم كانت نسبة الحالات منخفضة».

صرّحت الطبيبة نيسا جولدبيرج Nieca Goldbergالتي تشغل منصب المدير الطبي لمركز جوان Joan H.Tisch Center المختص بصحة النساء في جامعة نيويورك أن هذه الدراسة تشكل فرصة لطمئنة المرضى أن بإمكانهم العودة لنمط حياة جيد يتضمن النشاط الجنسي. جدير بالذكر أن الطبيبة نيسا لم تشترك في هذه الدراسة.

واستطردت: «تشكل هذه الأمور مصدر قلق حقيقي لمرضانا. نحن نملك الكثير من الوسائل لإطالة أمد حياة مرضانا، إذ نريدهم أن يتمتعو بنوعية حياة جيدة، وأن يعودوا لممارسة التمارين الرياضية بجانب اتباع نظام غذائي صحي ومعاودة نشاطهم الجنسي».

يرى تشيوغ أن الدراسة أظهرت أن الجنس ليس شاقًا كما كنا نظنه، وهو ما أيدته نيسا ووصفت المجهود الذي تستهلكه ممارسة الجنس بأنه يكافىء صعود طابقين من الدَرج.

ولكن، أشار كلًا من تشيوغ ونيسا إلى نتيجة مقلقة للدراسة وهي أنه على ما يبدو فإن الشريك الجنسي ليس على استعداد تام لآداء الإنعاش القلبي الرئوي (CPR) أو لا يعرفون كيف في حال إصابة شريكهم بنوبة توقف قلب مفاجىء.

من المتوقع أن يموت الشخص عند إصابته بالسكتة القلبية خلال 10 دقائق. ووفقًا للدراسة، فإن ثلث الأشخاص الذين أصيبوا بالسكتة القلبية المتعلقة بالممارسة الجنسية قد تلقوا إنعاش قلبي رئوي بشكل صحيح.

يعتقد تشيوغ أنه إذا تواجد من يشاهد الحالة وقادر على آداء الإنعاش القلبي الرئوي فإن الجميع سوف يتلقون الإنعاش القلبي الرئوي، ولكن بما أن مَن نَجوا جراء تلقي الإنعاش القلبي الرئوي كانوا رجالاً، فيبدو أن ثلثي النساء لم يقوموا بالإنعاش القلبي الرئوي.

ولذلك، يرى تشيوغ أنه من الجيد أن يكون لدى المرء فكرة عن الإنعاش القلبي الرئوي، وأن يعلم كيفية تنفيذه وأن ينفذه خصوصًا في حالة محرجة وصعبة كتوقف القلب أثناء النشاط الجنسي.

في المتوسط، فإن أغلب حالات الإصابة بنوبة توقف قلب متعلقة بالنشاط الجنسي كانت لأشخاص أصغر بـ 5 سنوات ومن المرجح أن يكونوا أمريكيين من أصل أفريقي مقارنةً ببقية الأزمات القلبية الغير متعلقة الجنس. وبحسب الدراسة، فإن توقف القلب المفاجىء المتعلق بالنشاط الجنسي من المرجح أن يحدث عند أشخاص مصابين بالرجفان البطيني وهي حالة يضخ فيها القلب القليل من الدم أو لا يضخه بالمرة.

من غير الواضح كم كان الجنس مرهقًا بالنسبة للمرضى لأن الباحثون لم يدرسوا عدد مرات ممارسة المرضى للجنس ونوع الجماع ومدته. عدا عن ذلك، يرى تشيوغ إن النتائج أظهرت عدم وجود نسبة خطر مرتفعة لحدوث توقف القلب المفاجىء المرتبط بممارسة الجنس.

مواضيع ذات صلة:


  • المترجم: سيمون العيد
  • تدقيق: وائل مكرم
  • المحرر: عامر السبيعي

المصدر