حقيقة أم كذبة

يجتمع الكاتبان داني رابايوتي (Dani Rabaiotti) ونيك كاروسو (Nick Caruso) مجددًا هذه المرة (صاحبا الأعجوبة الأدبية لعام ٢٠١٧ «Does It Fart?») في كتاب جديد «حقيقة أم كذبة: الدليل الفصل حول حقائق الحيوان الغريبة وأباطيلها» «True or Poo: The Definitive Field Guide to Filthy Animal Facts and Falsehoods» ليجلبا معهما بعضًا من أكثر سلوكيات الحيوان غرابة وأشدّها قرفًا وأكرهها رائحة، ويفنّدا في نفس الوقت الخرافات الشائعة حول الحيوانات.

هاك بعض الأمثلة الغريبة من كتابهما: هل بإمكانك الإخبار أيها حقيقية وأيها كاذبة؟

هل تَدُبّ العناكب إلى داخل فمك حين تكون نائمًا؟

حقيقة أم كذبة؟ كذبة.

يكتب (رابايوتي) و(كاروسو): يشاركنا المنزل أنواعٌ كثيرة من العناكب غير الضارة، ولأن معظم عناكب المنزل صغيرة وخفية، هناك مَغلوط شائع أن النوم بفمٍ مفتوح إنما هي دعوة مفتوحة لعنكبوت ليلي ليستكشف لوزَتَيَّ فمك.

في حين إن ذلك محتمل، إلا أنه غير مرجح في الأغلب، فعنكبوت صغير الحجم سيتجنب غالبًا فمًا فاغرًا في رحلة صيد ليلية باحثًا عن حشرة يفترسها.

هل يُرى براز البطريق من الفضاء؟

حقيقة أم كذبة؟ حقيقة.

يذكر (رابايوتي) و(كاروسو): تنتج البطاريق أكوامًا هائلة من الفضلات؛ وبحقّ فإنّ المستعمرات الكبرى من البطاريق في أنتاركتيكا تُخرج فضلات كثيرة لدرجة أنه بإمكاننا رؤية برازها عبر صور الأقمار الصناعية.

اكتشف العلماء بُقعَ الفضلات بالصّدفة؛ وذلك خلال دراسة جوية للبطاريق الإمبراطورية في سنة ٢٠٠٩م، وَوجد الباحثون أن البُقع العديدة من البراز على الأرض يمكنها مساعدتهم في تحديد أماكن وجود المستعمرة.

وبعد بدء العلماء النظر في فضلات البطاريق من الأعلى، حدّدوا مستعمرات كثر.

أتتبرّز الزَباب (حيوانات تشبه الفأر) داخل نباتات الإبريق؟

حقيقة أم كذبة؟ حقيقة.

تتّخذ الزَبابُ نباتات الإبريق حمّامات خاصة لها، تُعَدّ نباتات الإبريق من اللواحم، وهي معروفة باصطياد الحشرات، وحتى بعض الثديّات الصغيرة، في أعماق أباريقها الزّلِقة حيث تُهضم الفريسةُ سيئة الحظ ببطء.

لكنّ ثلاثة أنواع من نباتات الإبريق تطوّرت لتشارِك علاقة تكافلية مع الزَباب، بتوفير مكان للأكل (والتبرز) لها مقابل النيتروجين المغذي في فضلاتها.

هل باستطاعة الجِمال النجاة في الصحراء بالاعتماد على الماء المخزّن في سَنَامها؟

حقيقة أم كذبة؟ كذبة.

بحسب الكتاب: بإمكان الجمال النجاة لمدة ١٠ أيام من دون ماء، لكن سِرّها لا يَكمُن في خزن قِرَبٍ من السوائل في أَسْنمتِها.

فضلًا عن أن السّنام مكوّن من الدّهون -وبقدر ٨٠ رطلًا (٣٦ كيلوجرام) في الجمل البالغ- وإذا ما أخذ الجمل بكثرة من هذا المخزون الدهني عند ندرة الطعام، فإن السّنام ينقص ويتقلّص حجمه.

باستطاعة الجمال العمل لفترات طويلة ومتواصلة دون أن تشرب وذلك بسبب عملية تكيّفها التي تساعدها في استهلاك السوائل بفعالية أكبر وتمنع استنزاف الماء.

هل أنت على بُعْد ستة أقدام من جرذ؟

حقيقة أم كذبة؟ كذبة.

هناك قصة شائعة تقول أن الجِرذان في كل مكان إذ إنك ستجد نفسك دائمًا على بعد ستة أقدام (مترين) من هذه القوارض المتمدّنة.

وبالرغم من مَيل الجِرذان للعيش في كل مساكن البشر على وجه الأرض تقريبًا، فهي ليست كثيرة العدد ليختبئ دائمًا أحدها على بعد بضعة أقدام.

في الواقع، تلك الأسطورة المدنية التي تدّعي أن عدد جِرذان مدينة نيويورك فاق عدد سكانها من البشر فُنّدَت في ٢٠١٤م، حين كشفت دراسة شاملة حول الجِرذان أن عدد جِرذان مدينة نيويورك الملقبة بالتفاحة الكبيرة مليونان.

هذا عدد كبير من الجِرذان، لكنه لا يصل إلى عدد سكان المدينة من البشر البالغ عددهم ٨ ملايين.

أتمتدّ ألسن طيور نقّار الخشب حول رؤوسها؟

حقيقة أم كذبة؟ حقيقة.

يكتب (رابايوتي) و(كاروسو): تشتهر طيور نقار الخشب بحبها النقر على الأشجار بمعدل يصل إلى نحو ٢٠ مرة في الثانية.

لكنها معروفة بدرجة أقل شهرة بألسنتها الطويلة بطريقة عجيبة، إذ بإمكانها لفّها حول رؤوسها.

تحوي هذه الألسنة الطويلة عظامًا بداخلها على طولها، وتُستخدم للبحث عن الحشرات التي تتخذ الأشجار مسكنًا لها وتعمل كماصّة للصدمات تحمي بها الطير جمجمتها.

هل تتبارز الديدان المفلطحة بقضبانها الذكرية؟

حقيقة أم كذبة؟ حقيقة.

لمعظم الحيوانات قضبان ذكرية للاستعمال نفسه تقريبًا، وهو نظام إيصال الحيوانات المنوية.

تفعل الدودة المفلطحة ذلك، كما تستخدمه أيضًا في معارك الأعضاء التناسلية.

الديدان المفلطحة خنثى، أي تملك أعضاء تناسلية ذكرية وأنثوية في نفس الوقت.

وأثناء الجماع، يتبارز اثنان منها باستخدام القضيب، حتى يغلب أحدها الآخر، فتطعنه بالقضيب، ثم تحقن حيواناتها المنوية إلى الداخل.

ألا يزال قرش ميجالودون (Megalodon) موجودًا؟

حقيقة أم كذبة؟ كذبة.

يكتب (رابايوتي) و(كاروسو): بإمكان أسماك القرش النمو لأحجام كبيرة جدًا، لكن أكبرها قرش ميجالودون (Megalodon)، بطول يصل إلى ٦٠ قدمًا (١٨ مترًا) وانقرض قبل ٣ ملايين سنة.

ولأن المحيطات العميقة الموجودة على الأرض شاسعة ولَم تُستَكشَف بعد، يخالُ الكثير من الناس (وفِي أحد الأفلام المُتأخرة) أن قرش ميجالودون لا يزال يغور في البِحار؛ ولكن الافتقار لمشاهدته أو أي دليل قريب، يقود للاعتقاد بأنه لم يعد موجودًا منذ وقت طويل.


  • ترجمة: لُبيد الأغبري
  • تدقيق: رزان حميدة
  • تحرير: تسنيم المنجّد
  • المصدر