تبعًا لمقياس سفير-سمبسون Saffir-Simpson لرياح الأعاصير ، ليس هناك حد أعلى من الدرجة الخامسة، لكن من الناحية النظرية، يقول العلماء أن الرياح الناشئة عن إعصار مداري قوي يمكن أن تعصف بالمسطحات المائية للخارج. وفي حقيقة الأمر، لا يوجد إعصار من الدرجة السادسة، لأنه بمجرد وصول الإعصار إلى الدرجة الخامسة، يصبح كارثيًا فعلًا، فلا يهم ماذا يسمى حينها.

يبدأ المقياس من الدرجة الأولى، والتي تصل سرعة الرياح فيها ما بين 119 إلى 153 كم/الساعة، أما عن الإعصار من الدرجة الخامسة، فتصل رياحه إلى 251 كم/الساعة أو أقوى من ذلك. وإذا قمنا بإنشاء الدرجة السادسة – حسب قراءات المقياس – فإن سرعتها قد تكون ما بين 283 إلى 315 كم في الساعة.

بلغت سرعة إعصار ويلما Wilma في 2005 ما يقارب 280 كم/ساعة. وفي صباح يوم الثلاثاء في الخامس من سبتمبر/أيلول عام 2017 بلغت سرعة رياح إيرما Irma 280 كم/الساعة أيضًا، وكانت قابلةً للتزايد، وذلك وفقا للمركز الوطني للأعاصير، وهو جزء من الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي NOAA، وتقول هيئة الصحة الوطنية: «إن اندفاع إعصار إيرما تزايد إلى سرعة 440 كم/ساعة شرقًا نحو أنتيغوا، و445 كم/ساعة نحو جنوب شرق بارابودا.

ما هو مدى السرعة التي قد تهب بها رياح العواصف المدارية؟

يستخدم الإعصار المداري الماء الدافئ كوقود له، ومع ارتفاع درجة حرارة المناخ الأرضي، يزداد ارتفاع درجة حرارة المحيطات أيضًا. وحينها، يتوقع بعض العلماء أن قوة الأعاصير ربما تزداد نتيجةً لذلك، ووجد بعض الباحثين أن أقوى العواصف يجب أن تصبح أكثر شدةً مع ارتفاع درجات حرارة الكوكب.

ووفقًا لتقرير صدر سابقًا من مجلة لايف ساينس، بحلول نهاية القرن الـ 21، قد يتسبب البشر في زيادة الاحتباس الحراري الذي قد يزيد من شدة الأعاصير المدارية، بنسبة تتراوح بين 2% إلى 11%، وفقًا لمراجعات قامت بها مختبرات ديناميكا الموائع الجيوفيزيائية التابع للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، والتي تمت مراجعتها في 30 أغسطس/آب من عام 2017.

ما مدى القوة التي يمكن أن تصل لها الأعاصير المدارية الرياح الناشئة عن إعصار مداري قوي المحيطات المدارية العاصفة الاستوائية هارفي

لكن الفيزياء، تنص على وجوب وجود حد. وفقًا لحالة المحيطات والغلاف الجوي للأرض في وقتنا الحاضر، تبلغ أقصى سرعة للأعاصير 305 كم/الساعة وذلك تبعًا لحسابات عالم المناخ بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا كيري إيمانويل Kerry Emanuel عام 1998 .

ذلك الحد الأعلى ليس ثابتًا، بل يمكن أن يتغير بسبب تغير ظروف المناخ. ويتوقع العلماء أنه مع زيادة الاحتباس الحراري، ستزداد شدة الأعاصير الاستوائية، ولكنهم غير متفقين على المعدل الذي يمكن أن تزيد به.

320 كم في الساعة أو أكثر

تنبأ إيمانويل وعلماء آخرون بأن سرعات الرياح –متضمنةً السرعات القصوى– يجب أن تزيد بمقدار 5% لكل درجة حرارة مئوية ترتفع في المحيطات المدارية. يختلف كريس لاندسي Chris Landsea خبير الأرصاد الجوية بالمركز الوطني للأعاصير.

بعد ويلما، قال لاندسي أنه حتى في أسوأ سيناريوهات الاحتباس الحراري، حين تصل درجات الحرارة ما بين 1.8 إلى 10.8 فهرنهايت (من 1 إلى 6 مئوية)، سوف يحدث تغير بما يقارب الـ 5% بحلول نهاية القرن العشرين، ما يعني أنه ليس محتملًا أن تزيد سرعة رياح الإعصار عن 322 كم/الساعة.

ومع ذلك، فإن إعصار نانسي في عام 1961، بشمال غرب المحيط الهادي له أقصى رياح مستدامة، إذ بلغت سرعتها ما يقارب 215 ميلًا في الساعة (346 كم/س) وفقًا للجنة المناخية العالمية التابعة للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، وهي مركز لتبادل سجلات المناخ أُسِّس في جامعة ولاية أريزونا لتسوية بعض النزاعات المتعلقة بالطقس والمناخ القاسي.

هناك سجلات معروفة لسرعة الرياح التي لم يسبق أن قيست في الأعاصير المدارية. بلغت سرعة أسرع رياح عادية (أو رياح غير عاصفة) إلى 231 ميل/س (372 كم/س)، والتي تعد رقمًا قياسيًا في سرعات الرياح، وقد سُجلت في جبل واشنطن، نيو هامشاير، في الثاني عشر من أبريل عام 1934. وأثناء الإعصار القمعي بأوكلاهوما في مايو من عام 1999، سجل الباحثون سرعة الرياح البالغة 318 ميل في الساعة (512 كم/س).

بعد فترة وجيزة من ظهور ويلما في عام 2005، وصف إيمانويل مقياس سافير سيمبسون بأنه غير منطقي جزئيًا، لأنه يتعامل فقط مع الرياح، ويتجاهل عوامل أخرى، مثل حجم العاصفة، واحتمالية هطول الأمطار والسرعة الأمامية.

فعلى سبيل المثال، تسببت العاصفة الاستوائية هارفي التي حلت بتكساس في 25 أغسطس عام 2017، بهطول كميات غير مسبوقة من الأمطار على مناطق الولاية، ما تسبب في دمار منطقة هيوستن، إذ التقط مقياس مطر قياسي (ممطار) أكثر من 51 بوصة من المطر المتهاطل وفقا للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي NOAA.

صرح أيمانويل لمجلة لايف ساينس :«أعتقد أن نظام مقياس سافير سيمبسون يحتاج حقًا لإعادة تقييم جاد».

ولكن هاربت سافير، أحد المشاركين في إنشاء المقياس، قال إن المقياس كان مفيدًا لأنه بسيط، وقال في مداخلة هاتفية: «أنا أحب المقياس بهذه البساطة، فمن غير المرغوب أن يكون معقدًا للغاية».

والسبب في عدم تضمن المقياس للدرجة السادسة: هو أن المقياس صُمم لقياس كمية التدمير الذي تسببه الرياح، وبعد سرعة 251 كم/الساعة، يبدأ الضرر بالظهور بنفس الشكل، وفقا لسيمبسون.

اقرأ أيضًا:

هذه هي خطة العلماء للتقليل من الأعاصير الشبيهة بإيرما في المستقبل

كيف تتشكل الأعاصير؟

ترجمة: آية قاسم

تدقيق: عبد الرحمن عبد

المصدر