عندما قدم تشارلز داروين نظريته قبل 143 عاماً، كان الجدال علي تلك النظرية شديد للغاية، و لكن بعد ظهور الأدلة من المتحجرات و علم الوراثة و الحيوان و البيولوجية الجزئية فأصبح التطور من مجرد نظرية مطروحة الي حقيقة تم اثباتها مراراً و تكراراً، فاليوم لا يوجد أي نزاع علي صحة تلك النظرية إلا في مخيلة البعض.

الأمر المثير للدهشة بأن الخلقيين مازالوا يحاولون إقناع القضاة و السياسين و الناس العاديين و يحاولون نشر فكرة خاطئة بأن التطور كذبة تم دحضها، ويريدون استبدالها بنظرية بديلة تدعي «التصميم الذكي» و يدعون لأن تُدرس تلك النظرية في فصول العلوم، لذلك العلماء مطالبين بدحض أراء الخلقيين التي لا أساس لها من الصحة فهم يلعبون علي سوء فهم البعض للتطور و الأفكار الشائعة عنه.

القائمة التالية تستعرض أشهر 15 إدعاء انتشر ضد التطور :

1- التطور مجرد نظرية و ليس حقيقة علمية !

في المدرسة كانوا يخبرون الطلاب بأن النظرية تقع ما بين الفرضية و بين اليقين في التسلسل الهرمي، لكن ما لم يخبروا به الطلاب بأن العلماء لا يستخدمون ذلك المصطلح بتلك الطريقة.

حيث وفقاً للأكاديمية الوطنية للعلوم (NAS) “النظرية العلمية هي تفسير جيد مدعوم بالأدلة لظاهرة طبيعية فتلك النظرية التي يمكن أن تتضمن الحقائق والقوانين والاستدلالات وإختبار الفرضيات، فإن توافرت الأدلة و الأثباتات تصبح النظرية حقية علميةفالجاذبية نظرية مع انها حقيقة يستدل عليها و النظرية الذرية حقيقة يستدل عليها.

فالتطور نظرية و لكن حقيقة يستدل عليها.

فهناك سوء فهم، لمجرد دعوة التفسير المدعوم بالأدلة على أنه “نظرية” لا ينقصه شيء من حقيقته.

الأكاديمية الوطنية للعلوم تعطي تعريف للحقيقة أيضاً بأنها المُلاحظة التي تم تأكيدها مراراً و تكراراً لجميع الأغراض العلمية فأصبح لا مجال للشك علي حدوثها.

2- مفهوم الأنتخاب الطبيعي يعتمد علي المنطق الدائري بحيث الأصلح هم من يظلوا علي قيد الحياة، كل من هو علي قيد الحياة فهو أصلح !

«البقاء للأصلح» لطالما كانت تلك العبارة وسيلة بسيطة لشرح مفهوم الأنتخاب الطبيعي و لكن لكي نكون أكثر دقة فإن معدلات البقاء تختلف في الأنواع من حيث البقاء و التناسل، فنحن لا نستطيع أن نصنف الانواع من مفهوم البقاء للأصلح الأصلح كل ما نستطيع فعله أن ندع النوع في ظروف معينة و نشاهد كيف سيظل علي قيد الحياة و هل لديه القدرة ليتحمل تلك الظروف فهكذا يصبح “الأصلح” .

فهناك دراسة قام بها بيتر جرانت من جامعة برينستوبأن هناك نوعان من الطيور “الفينش” و “المرقش” نوع أول بطيء بمنقار عريضو النوع الثاني لنوع سريع بمنقار رفيع، و قام بترك النوعين علي جزيرة وقام بمراقبتهم، وجد بأن النوع الأول بمنقاره العريض أستطاع ان يحطم البذور الغذائية ليحصل علي الغذاء من داخلها بسهولة بينما النوع الثاني مع انه أسرع و لكنه لم يستطع البقاء لم يحصل علي الغذاء الكافي الذي يضمن له البقاء فتزيد نسبة تكاثر النوع الأول عن النوع الثاني.

هنا ليست اللياقة البدنية هي سر البقاء، بينما الظروف هي التي تحدد من سيبقى ومن لن يبقى.

3- التطور غير علمي لأنه غير قابل لأعادة الأختبار و يصنع ادعاءات عن احداث حدثت ولا يمكن اعادة حدوث تلك الأحداث؟

في تلك النقطة يجب أن نوضح بان هناك قسمين من التطور :

1-Microevolution = التطورات الصغيرة : التغيرات داخل النوع الواحد “تغيرات في فرع من شجرة الأنواع، تلك التغيرات هي تمهيد لمقدمات لأنواع جديدة.

2-Macroevolution = التطورات الكبيرة : تغير علي الأنواع ككل فهو لا يتعامل مع تغير نوع واحد بل عدة أنواع متصله علي حدة و يظهر ذلك التطور بدراسة علاقة عدة انواع ببعضها البعض و عمل مجموعات تصنيفية بينهم.

تتم المقارنة بين الأنواع علي اساس السجل الأحفوري، الحمض النووي، و مدي التشابه بينه و بين الأنواع المختلفة التي يحتمل أن تكون ذات صلة ببعضها البعض.

حالياً كثير من الخلقيين يقرون بصحة التطور الصغير كما أيدت المختبرات صحة التطور الصغير علي ذباب الفاكهة و بين دراسة مناقير العصافير الموجودة علي جزيرة جالاباجوس.

أعتمدت دراسة التطورات الكبيرة علي الاحافير و الحمض النووي بدلا من الملاحظة المباشرة فعلوم كثير أعتمدت علي نفس الفكرة من علم فلك و جيولوجيا و أثار، كذلك الحال مع البيولوجية التطورية فيتم اختبار الفرضيات ومن ثم النظر إن كانت توافق الأدلة المادية أم لا و إن كانت تلك الفرضيات يمكن التحقق منها في الحصول علي تنبؤات بنتائج في المستقبل.

حيث تنبأ التطور بأن أقرب سلف لنا ما يقرب من 5 مليون سنة تقريباً، بينما الأنسان الحديث ظهر قبل 100 ألف عام ما بين تلك الفترة نجد سلسلة من الأحافير تختلف كل واحدة عن الأخري في تغير تدريجي، فهنا يفيد التطور بأنه يتنبأ بأنك لاتستطيع أن تجد إحفورة لأي بشري منذ 144 مليون سنة في العصر الجوارسي مثلا، فعلم الأحياء التطوري أضاف الكثير و ساعد العلماء علي التنبوء و التدقيق علي تلك التنبؤات.

يمكن دحض التطور بطريقة أن تجد أحد الحفريات ليست في عصرها الصحيح وتختلف مع كل السجل الإحفوري، هنا نستطيع القول بأن هناك تصميم من مخلوقات فضائية مثلاً و هي من لها الفضل في خلق حياة علي كوكب الأرض.

4- علي نحو متزايد العلماء يشككون في نظرية التطور و النظرية تفقد أتباعها !!

لا يوجد أي دليل علي إن التطور يفقد أتباعه و لا يوجد أي دليل علي إن العلماء يرفضون التطور، بدليل لو تصفحت أي مجلة بيولوجية مشهورة ستجد بانها لا تناقش قضية التطور لأنها قضية محسومة.

فلا يوجد علي مبدأ التطور خلاف في الوسط العلمي.

في منتصف 1990s “جورج جيلكريست” من جامعة واشنطن قام بعمل استطلاع بين المجلات العلمية عن أي أبحاث تتعلق بالتصميم الذكي أو الخلق و لم يجد أي شيء منشور لهم.

في العامين الماضيين، كان هناك استقصاءات بشكل مستقل من قبل “باربرا فورست” من جامعة جنوب شرق لويزيانا و “لورنس كراوس” من جامعة كيس ويسترن و وجدوا بأنه لا توجد أبحاث عن ذلك الأمر أيضاً.

يصرح الخلقيين بأن المجتمع العلمي منحصر الفكر ومغلق الذهن لا يريد أن ينظر في أدلتهم. أصلاً كل ما يحاولوا فعله هو نشر بعض الأفكار في كتب تهاجم التطور بصورة غير مباشرة، فالمجتمع العلمي لا ينظر لها بصورة جدية.

5- الخلافات بين العلماء التطوروين تظهر بأن قليل من يتفق مع تلك النظرية العلمية البيولوجية !!

علماء البيولوجية التطورية يناقشون بحماس موضوعات متنوعة حيث يتعارضون فيما بينهم على قضية نشأة الأنواع الجديدة، و معدلات التغير التطوري و الفصل بين الأنواع و علاقتنا بالأجداد و الأسلاف من الطيور و الديناصورات، فجميع العلماء متفقون علي مبدأ التطور هم فقط يتناقشون حول تفاصيلها.

أما الخلقيين فيعتمدوا علي طريقة غير نزيهة، وهي الإعتماد على اراء علماء ومن ثم تأويلها بصورة تدعم فكرتهم مثلما فعلوا مع عالم الحفريات “ستيفن جاي غولد” من جامعة هارفارد حيث صرح بأن التطور يحدث و هوا معترف بالتطور لكنه كان يشك في عملية الأنتخاب الطبيعي و يقول بأن التوازن المفاجئ والذي يخبرنا أن الصنف ذو القدرة الأكبر على التكاثر من أي كائن حي هو السائد في الطبيعة والتطور الذي قد حدث له في تاريخه أو قد يحدث له مستقبلا يكون إما معدوما أو يكون تغيرا طفيفا جدا وإن حصل التطور في صنف ما من الكائنات الحية فإنه يحدث بطريقة سريعة مفاجئة خاصة إذا ما قورنت مع مدة معيشة ذاك الكائن على ظهر الكرة الأرضية.

تلك النظرية فرح بها الخلقيين بشدة فهم أساؤا الفهم و نقلوا الرأي كما لو أنه معارض لمفهوم التطور و لكنهم لا يدركون بانه يصرح بمعارضته لفكرة الأنتخاب الطبيعي بفكرة أخري و الأثنان يؤديان نفس الفكرة تحت اسم التطور.

فرح الخلقيين فرحة لا توصف، كانوا يظنون بأن جولد يشك في التطور و يعتقدون بان الطيور بين ليلة و ضحاها تلد بيضة يخرج منها زواحف.

6- لو انحدر البشر من القرود، فلماذا لا يزال هناك قرود؟

هذا الجدال الشائع يعكس عِدة مُستويات من الجهل بنظرية التطور، الخطأ الأول أن التطور لا يدعي بأن البشر انحدرت من القرود بينما هناك سلف مُشترك بين الإنسان والقرود، الخطأ الأعمق هو أن هذا الأعتراض بمثابه التساؤل بأن “إذا انحدرت الأطفال من البالغين فلماذا لا يزال هناك بالغين ؟!” .

الأنواع الجديده تطورت بسبب الأنفصال عن المِنشأ الرئيسى، عندما تنفصل مجموعه من الكائنات عن العائله الرئيسيه تكتسب اختلافات وعادات تجعلها مُختلفه أو مُتميزه عن ذويها للأبد، أما النوع الأم قد يبقى على قيد الحياه إلى أجل غير مُسمى أو ينقرض بعد ذلك.

7- التطور لا يُفسر كيف ظهرت الحياه على الأرض.

يظل أصل الحياه لُغزاً كبيراً، ولكن أستطاع علماء الكيمياء الحيويه التوصل إلى كيفيه تكون الأحماض النوويه والأحماض الأمينيه البدائيه وكيفية تنظيم نفسهم إلى وحدات تتكاثر ذاتياً قائمه بذاتها، ووضع حجر الأساس للكيمياء الحيويه الخلويه، وأشار تحليل التفاعلات الكونيه إلى أن هذه المُركبات قد تكون تكونت فى الفضاء وهبطت إلى الأرض على المُذنبات وهذا السيناريو قادر على أن يحل مُشكله كيف نشأت الحياه على سطح الأرض فى ظل الظروف التى كانت سائده فى بدايه تكون الكوكب.

تُحاول نظرية الخلق إبطال نظريه التطور بالإشاره إلى عجز العلم عن تفسير أصل الحياه ولكن حتى إذا كان أصل الحياه على الأرض غير تطوري، على سبيل المثال، إذا جلبت الكائنات الفضائيه الخلايا الأولى إلى كوكب الأرض مُنذ بلايين السنين، فمُنذ ذلك الحين تم تأكيد حدوث التطور بقوه من قِبل عدد لا يُحصى من الدراسات.

8- رياضياً، من غير المعقول أن يتشكل أى شئ مُعقد مثل البروتين عن طريق الصُدفه ناهيك عن خليه حيه أو الإنسان.

تلعب الصدفه دوراً فى التطور فعلى سبيل المثال أن الطفرات العشوائيه تُنتج صفات جديده، ولكن لا يعتمد التطور على الصُدفه ليصنع كائنات حيه، البروتينات والكيانات الأخرى، على العكس تماماً من الأنتخاب الطبيعى – وهو الآليه الرئيسيه المعروفه للتطور- يُسخر التغيير العشوائى من أجل الحفاظ على الصفات المرغوب فيها والقضاء على الصفات غير المرغوب فيها، ومادامت قوى الأنتخاب الطبيعى ثابته، يستطيع الأنتخاب الطبيعى أن يدفع التطور فى أتجاه واحد وتُنتج هياكل مُتطوره فى أوقات قصيره.

9- يقول القانون الثانى للديناميكا الحراريه أن الأنظمه يجب أن تتجه من النظام إلى عدم النظام والترتيب، فلا يُمكن أن تتطور الخليه الحيه من مواد كيميائيه غير حيه والحياة مُتعدده الخلايا من حياة وحيده الخليه.

تُستمد هذه الحجه من سوء فهم للقانون الثانى الخاص بالديناميكا الحراريه لأنه لو كان صحيحاً فإن البلورات المعدنيه والثلج أيضاً سيصبح مُستحيلة التكون لأن هذه المُركبات المُعقده تتكون بشكل عفوى من أجزاء مُضطربه وغير مُنظمه، ينص القانون الثانى على أن الأنتروبيا لا يُمكنها التناقُص فى نظام مُغلق ( هذا النظام الذى لا يحدث فيه تبادل بين المواد خارج وداخل الوسط) المضحك في الأمر أن اصحاب هذا الادعاء لا يدركون أن الأرض ليست بنظاماً مُغلقا، لأنها تستمد ضوء وحرارة بشكل كبيرة من الشمس، والتي تستغلها الكائنات الحية لتمدها بالطاقة، بالتالي يُمكن لكائنات حية أكثر تعقيداً أن تتطور بصورة عادية.

10- الطفرات الجينية اساسية لنظرية التطور ، ولكن الطفرات يمكنها فقط الغاء صفات، لا يمكنها اضافة صفات جديدة.

على العكس من ذلك، علم الاحياء قد صنف العديد من الصفات التي كانت نتاجاً لطفرات نقطية (اي التغيرات الحاصلة لزوج من القواعد النيتروجينية في الحمض النووي للكائن)، كمقاومة البكتيريا للمضات الحيوية كمثال.

الطفرات التي تظهر في جينات الـ ( Homebox-Hox-) وهي عبارة عن عائلة من الجينات المسؤولة عن تنظيم النمو في الحيوانات، يمكن لها ان تحدث تغيرات معقدة.

Hox يرشد الاقدام والاجنحة وقرون الاستشعار وأجزاء الجسم الى اماكن نموها.

في ذبابة الفاكهة مثلاً، طفرة تسمى (Antennapedia) تُسبب نمو أقدامها في الاماكن التي من المفروض نمو قرون الاستشعار فيها.

هذه الاطراف غير الطبيعية ليست فعالة، ولكن وجودها يوضح ان الاخطاء الجينية يمكن لها ان تنتج تراكيب معقدة ، والتي يقوم الانتقاء الطبيعي فيما بعد باختبار امكانية استخدامها.

وفوق ذلك، الكيمياء الجزيئية اكتشفت آليات للتغيرات الجينية غير الطفرات النقطية، وهذه توسع الطرق التي تظهر من خلالها الصفات الجديدة.

الوحدات الوظيفية في الجينات يمكن ان يتم توظيفها معا بطرق جديدة.

جينات كاملة يمكن ان تتم مضاعفتها صدفةً في الحمض النووي للكائن، وكلا النسختين يمكن ان تُظهر فيها طفرات خاصة بصفات جديدة معقدة.

مقارنة الحمض النووي للعديد من انواع الكائنات يدل على ان هذه هي الطريقة التي تطورت فيها جينات عائلت الجلوبين (globin) عبر ملايين السنين.

11- الانتخاب الطبيعي يمكنه ان يفسر التطور على المستوى الاحياء الدقيقة (microevolution) ولكن لا يمكنه من تفسير اصل الاصناف الجديدة والتصنيفات الاعلى للحياة.

علماء الاحياء التطورية قد كتبوا بفساحة عن آلية انتاج الانتقاء الطبيعي للانواع الجديدة.

مثلاً، في نموذج يسمى (allopatry) ، الذي طوره ارنست ماير Ernst Mayr من جامعة هارفرد، اذا تم عزل مجموعة من الكائنات عن بقية الانوع بعوازل جغرافية، فانها قد تتعرض الى ضغوطات انتقائية مختلف ، التغيرات سوف تتراكم في المجموعة المعزولة.

اذا اصبحت هذه التغيرات مهمة لدرجة ان المجموعة الظاهرة لم تستطع التناسل مع المجموعة الاصلية، المجموعة الجديدة سوف تصبح معزولة تكاثريا وفي طريقها الى ان تصبح نوعاً جديداً.

الانتقاء الطبيعي هو افضل آليات التطور المدروسة، ولكن علماء الاحياء منفتحين لاحتمالات اخرى ايضا.

علماء الاحياء يقومون باستمرر بتقيم امكانية آليات جينية غير معتادة على إحداث تشكل تطوري لنوع جديد او انتاج صفات معقدة في الكائن.

لين مارجوليس Lynn Margulis من جامعة ماساشوتس واخرون برهنوا بشكل مقنع ان بعض العضيات الخلوية كالمايتوكندريا المسؤولة عن انتاج الطاقة، تطورت عبر تعايش تكافلي مع كائنات قديمة.

لذلك فان العلم يرحب بامكانية التطور الناتج عن قوى اخرى غير الانتقاء الطبيعي.

ولكن هذه القوى لا بد لها ان تكون طبيعية، لا يمكن لها ان تعزى الى تصرفات ذكاء خلّاق غامض، الذي وجوده غير مثبت علمياً.

12- لا احد قد شاهد ابدا نوع جديداً يتطور.

الظهور التطوري لانواع جديدة قد يكون نادرا جداً، وفي العديد من الحالات قد يأخذ قروناً، وايضاً، التعرف على نوع جديد خلال مرحلة تحوله هو امر صعب، لان علماء الاحياء احياناً يختلفون على الكيفية المثلى لتعريف النوع.

التعريف الاكثر استخداما هو ” مصطلح ماير للصنف الحي ” Mayr’s Biological Species Concept، يعرف الصنف على انه مجتمع متميز من الكائنات المعزولة تكاثرياً ( الكائنات التي عادة لا تستطيع التكاثر خارج مجتمعها ) .

عملياً، هذه المعيار يمكن ان يكون صعب التطبيق للكائنات المعزولة (بواسطة البعد او قطع الارض) او النباتات ( وبالتأكيد ان الاحافير لا تتناسل).

لذلك فان علماء الاحياء يستخدمون الصفات الفيزيائية وتصرفات الكائن كدلائل على عضويتهم في النوع .

ومع ذلك ، الاصدارت العلمية تحوي تقارير عن تشكل تطوري لنوع جديد في النباتات والحشرات والديدان.

في العديد من هذه التجارب، يقوم الباحثون بتعريض الكائنات لانواع عديدة من الانتقاء – الاختلافات التشريحية، طريقة التآلف، المسكن، وصفات اخرى – ووجدوا انهم قد خلقوا مجموعات من الكائنات التي لا تتكاثر مع الغرباء، مثلاً ، ويليم ار ريس William R. Rice من جامعة نيومكسيكو وجورج دبليو سُلت George W. Salt من جامعة كالفورنيا قالوا ان اذا تم تخزين مجموعة من ذباب الفاكهة حسب تفضيلهم لبيئات معينة وتكثير هذأ الذباب بشكل منفصل خلال 35 جيل ، فان الذباب الناتج سوف يرفض التناسل مع ذباب من بيئة مختلفة.

13- التطوريين لا يمكنهم الاشارة الى الاحافير الانتقالية، مثلاً، الكائنات التي نصف زاحفة ونصف طائرة.

في الواقع، علماء الاحافير يعرفون العديد من الامثلة المُوضحة على الاحافير المتوسطة في هيئتها بين العديد من الكائنات المصنفة.

واحد من اشهر الامثلة الاحفورية هو Archaeopteryx الذي يجمع بين ريش وتراكيب هيكلية شبيهة للطيور مع صفات الديناصورات.

وتم العثور على مجموعة كبيرة من الاحافير الاخرى التي تمتلك الريش ، بعضها طيور واخرى دونها.

سلسلة من الاحافير تبين امتداد تطور الخيول الحديثة من Eohippus.

الحيتان امتلكت اسلافاً رباعية الارجل التي مشت الارض، وكائنات معروفة بـ Ambulocetus و Rodhocetus ساعدت في هذا التحول، احافير الصدفيات البحرية تعتبر التطور للعديد من الرخويات عبر ملايين السنوات.

ربما 20 او اكثر من البشر Hominids ( ليس جميعهم من اسلافنا ) تملأ الفجوة بين لوسي ( وهي australopithecine) والبشر الحديثين.

على الرغبم من ذلك، فان الخلقيين ينفون هذه الدراسات الاحفورية.

فهم يُجادلون ان Archaeopteryx ليس بحلقة مفقودة بين الزواحف و الطيور -إنه فقط طير منقرض ذو صفات زواحف.

انهم يريدون العلماء التطورين ان ينتجوا وحشاً خيالياً غريبا لا يمكن تصنيفه لاي مجموعة معروفة.

حتى وان لم يقبل خلقيّ بان احفورة هي انتقالية بين صنفين، هو او هي لربما يصرون على رؤية احافير متوسطة اخرى بينهما.

هذه الطلبات المحبطة يمكن ان تستمر بلا حدود وتشكل عبئاً غير منطقي على السجل الاحفوري غير الكامل.
مع ذلك فان علماء التطور يمكنهم طرح المزيد من الدلائل الداعمة من علم الاحياء الجزيئي.

كل الكائنات تتشارك معظم الجينات المتشابهة، ولكن كما يتوقع التطور، البُنى لهذه لجينات وما ينتج عنها تنفصل عن نفس النوع، مع الحفاظ على علاقتهم التطورية.

علماء الجينات يتحدثون عن الساعة الجزيئية Molecular clock الذي يسجل مرور الزمن.

هذه البينات الجزيئية تبين ايضاً كيف ان كائنات متعددة هي انتقالية خلال التطور.

14- الكائنات الحية لديها صفات مذهلة ومعقدة – على المستوى التشريحي والخلوي والجزيئي – التي لا يمكن لها ان تعمل اذا كانت اقل تعقيدا او رفعةً.

الاستنتاج المتعقل الوحيد هو انها نتاج تصميم ذكي وليس التطور.

حجة التصميم The argument of design هي اساس اكثر الاعتداءات الحديثة على التطور، ولكنها ايضاً اقدمها.

في عام 1802 كتب عالم اللاهوت ويليم بيلي William Paley انه اذا وجد شخص ساعة جيب في حقل ، اكثر الاستنتاجات منطقية هو ان شخصاً قد اسقطها، وليس ان القوى الطبيعية خلقتها هناك .

قياساً على ذلك ، فان بيلي جادل ان التركيب المعقد للكائنات الحية يجب ان يكون صنع يد مباشر من تدخل إلهي.

كتب داروين كتابه اصل الانوع ردا على بيلي : شرح كيف ان قوى الانتقاء الطبيعية التي تعمل على الصفات الموروثة تستطيع تدريجياً ان تصقل التطور لمركبات عضوية مزخرفة.

اجيال من الخلقيين حاولوا الرد عليه بمثال العين كتركيب لا يمكن ان يكون نتاج التطور.

قدرة العين على توفير الرؤية تعتمد على الترتيب المثالي لاجزائها، يقول النقاد.

مما يترتب على ذلك نقد اخر وهو :ما فائدة نصف عين ؟! قال داروين متوقعاً هذا النقد.

اقترح داروين ان حتى عين غير كاملة قد تمنح فوائد كمساعدة الكائن في التوجه نحو الضوء وبالتالي نجاته ليتم عليه تعديلات تطورية اخرى.

وقام علم الاحياء بإثيات قول داروين: العلماء قد تعرفوا على عيون بدائية واعضاء تستشعر الضوء في المملكة الحيوانية، حتى انهم تتبعوا التاريخ التطوري للعيون من خلال علم الجينات المقارن Comparative genetics .

( ويبدوا الان ان اعين العديد من عائلات الكائنات قد تطورت بشكل مستقل ! ).

مدافعي التصميم الذكي اليوم هم اكثر رقياً من اقرانهم السابقين، ولكن حججهم واهدافهم ليست مختلفة.

انهم ينقدون التطور عن طريقة محاولتهم لايضاح انه لا يمكن ان يكون مسؤولاً عن الحياة كما نعرفها، ومن ثم الاصرار على ان البديل الوحيد المتقبل هو ان الحياة قد صُمِمَت بواسطة ذكاء غير معروف.

15- الاكتشافات الحديثة تثبت انه حتى على المستوى الدقيق، أن الحياه معقدة لدرجة أنه لا يُمكن القبول أنها نتاج تطور.

التعقيد غير القابل للاختزال Irreducible complexity هي صرخة المعركة لمايكل جاي بيه Michael J. Behe من جامعة ليهاي، ومؤلف كتاب صندوق داورين الاسود : التحديد الكيميائي الحيوي للتطور.

كعائلة من الامثلة على التعقيد غير القابل للإختزال، بيه يختار مصيدة الفأر – آلة لا يمكنها العمل اذا فقد اي جزء منها ولا قيمة لاي من هذه الاجزاء دون الاخرى.

ويقول ان ما هو صحيح على مصيدة الفأر هو أصح على السوط البكتيري flagellum عضية خلوية تشبه السوط تستخدم للإندفاع ويعمل كمحرك خارجي، البروتينات التي تشكل السوط مرتبة بشكل عجيب بشكل مكونات محرك، مفصلٌ عالمي وتراكيب اخرى كتلك التي يحددها مهندس بشري.

احتمالية ان هذا السهم المعقد قد نتج من تعديلات تطورية هو تقربيا صفر، هذا ماقاله بيه.

وينم عن تصميم ذكي.

ويشير الى نفس النقطة عن طريق الاشارة الي آلية تخثر الدم وانظمة جزيئية اخرى.

على الرغم من ذلك، فان علماء الاحياء التطورية قد اجابوا على هذه الاعتراضات.

اولاً، يوجد اسواط ذات انماط ابسط من التي يطرحها بيه، اي انه ليس من الضروري لتواجد كل هذه المكونات كي يعمل السوط.

المكونات المعقدة لهذا السوط قد تمت مقابلتها في اماكن اخرى في الطبيعية، كما وصفها كينيث ار ميلير Kenneth R. Miller من جامعة براون واخرون.

في الواقع ، كامل تركيب السوط هو مشابه لدرجة كبيرة للعضية التي تستخدمها بكتريا اليرسينيا بستس Yersinia pestis المسببة للطاعون الدبلي في حقن سمها للخلايا.

المفتاح هو ان مكونات السوط التي اقترح بيه انه لا قيمة لها غير دورها في الإندفاع، بامكانها القيام بالعديد من الوظائف التي قد ساعدت على تفضيلها للتطور.

التطور النهائي للسوط لربما اشتمل على التجميع المميز للتراكيب الفريدة التي تطورت بداية لاغراض اخرى.

بشكل مشابه، فان نظام تخثر الدم يشتمل على التعديلات والتحسينات على البروتينات التي كانت في الاصل تستخدم في الهضم، طبقاً للدراست التي قام بها راسل اف دوليتل Russell F. Doolittle من جامعة كاليفورنيا .

لذلك فان بضع التعقيدات التي يدعوها بيه بـ ” إثبات” على التصميم الذكي، هي ابداً ليست غير قابلة للاختزال.

التعقيد من نوعٍ اخر، التعقيد المحدد specified complexity هو حجر الاساس لحجج ويليم ايه دمبسكي William A. Dembski من جامعة بايلور على التصميم الذكي في كتبه الاستدلالي على التصميم الذكي.

بشكل اساسي، حججه هي ان الكائنات الحية معقدة بطريقة ان العمليات العشوائية غير الموجهة لا يمكن لها ان تنتجها.

ولذلك فان الخلاصة المنطقية الوحيدة ، يؤكد دمسكي، وعلى صدى بيلي قبل 200 عام ، هو ان ذكاء خارق خلق وصقل الحياة.

حجة دمبسكي فيها عدة ثغرات .

انه لمن الخطأ دس ان الخيارات المطروحة هي اما العمليات العشوائية او التصميم الذكي.

الباحثون في الانظمة غير الخطية الخلوية nonlinear systems and cellular automata في مؤسسة سانتا في واماكن اخرى قد بينوا ان تفاعلات بسيطة غير موجهة بامكانها انتاج انماط معقدة بشكل غير مألوف.

بعض التعقيد الملحوظ في الكائنات يمكنه الظهور من خلال الظواهر الطبيعية التي بالكاد نفهمها حتى اللحظة.

ولكنها مختلفة بشكل كبير عن قول ان التعقيد غير قابل للظهور بشكل طبيعي.


  • إعداد: عمر غُنيم، و عُمر محمد، و سليمان خريشي.
  • المصدر