وفقًا لدراسة جديدة، فإن وجبات الطعام الأخيرة للمريض قبل الجراحة تُحدث فرقًا في الشفاء. ذلك لأن الأنسجة الدهنية، وهي من أكثر الأنسجة انتشارًا الجسم، تتأثر دائمًا في الجراحات الكبرى.

وجد الباحثون في مستشفى (Brigham and Women’s Hospital (BWH وجود تأثير كبير للتضرر الحادث في أثناء الجراحة على التوازن الكيميائي للأنسجة الدهنية، المتصلة بالأعضاء القريبة والبعيدة. في الدراسة، أظهرت الفئران التي استهلكت حمية غربية نموذجية عالية الدهون تأثرًا كبيرًا وغير متوازن. وأهم من ذلك، أن تحديد تناول كميات معينة من الوجبات الغذائية في نظام غذائي قليل الدسم قبل أسابيع من الجراحة قلل من عدم التوازن، وأدى إلى استجابة أكثر طبيعية.

قاد الدراسة C. Keith Ozaki، الحاصل على دكتوراه في الطب، مدير أبحاث جراحة الأوعية الدموية في مستشفى BWH. قاس أوزاكي وزملاؤه كيفية استجابة الأنسجة الدهنية للجراحة، وما إذا كان تحديد تناول السعرات الحرارية قبل الجراحة قد غيّر كيفية استجابة أنسجة الدهون للتضرر المعتاد الحادث في العمليات الجراحية.

قد يتأثر التعافي بعد الجراحة بما تناولته قبلها من طعام - وجبات الطعام الأخيرة للمريض قبل الجراحة تُحدث فرقًا في الشفاء - تناول الدهون قبل العملية الجراحية

قال أوزاكي: «يعلم الجراحون إن التقليل من الجرح عامةً يسرع من شفاء المريض بعد الجراحة، وهذا سهل التحقق في أعضاء معينة مثل القلب والأوعية الدموية والكبد، لكننا لا نركز اهتمامنا على الدهون التي نقطعها للوصول إلى هذه الأعضاء. إن النتائج التي توصلنا إليها تعلمنا المزيد عن كيفية استجابة الدهون للجروح، والعوامل المؤثرة على هذه الاستجابة، وكيف ترتبط استجابة الدهون بنتائج كل مريض على حدة».

غذى الباحثون مجموعة من الفئران بنظام غذائي عالي الدهون (60% من سعراته الحرارية من الدهون)، بينما أُعطيت المجموعة الأخرى وجبات محدودة الكمية من حمية طبيعية أكثر (10% من سعراتها الحرارية من الدهون).

قبل ثلاثة أسابيع من الجراحة، حول الباحثون بعض الفئران التي تتناول نسبة عالية من الدهون إلى النظام الغذائي العادي. وفي أثناء الجراحة، نفذ الباحثون الإجراءات المعتادة في عملية جراحية نموذجية، وراقبوا التأثير السريع للجراحة على الأنسجة الدهنية بالقرب من موضع الجرح وبعيدًا عنه، ولاحظوا زيادة الالتهاب، ونقص تكون هرمون الدهون المتخصص، خاصةً في الفئران الشابة البالغة، والفئران التي تعرضت لمحاكاة حدوث عدوى في أثناء الجراحة.

وعلى العكس من ذلك، فإن الحد من تناول الطعام قبل الجراحة أدى إلى عدم ظهور هذه الآثار السلبية في جميع الفئات العمرية للفئران، حتى في حالة الفئران التي تعرضت لعدوى. تشير النتائج إلى إن الأنسجة الدهنية هي أنسجة واسعة الانتشار في جسم الإنسان، ولذلك يمكن الاستفادة من قدرتها على التغيير السريع في تقليل المضاعفات لدى البشر في الحالات االشديدة مثل الجراحة.

في دراسة أخرى أجراها James Mitchell، المتخصص في علم الوراثة والأمراض المعقدة بجامعة هارفارد، اقترح الباحثون أن تقييد النظام الغذائي عند البشر قبل الجراحة يوفر فرصةً فريدة لاختبار أثر هذه الطريقة في التقليل من حدة المضاعفات الجراحية الناتجة عن شدة الالتهاب وغيره من العوامل المؤثرة.

ببساطة، قد يكون استثناء بعض العناصر الغذائية وسيلةً مجدية وغير مكلفة وفعالة في حماية الجسم من الإجهاد الناتج عن الجراحة، وأشار الباحثون تحديدًا إلى مواصلة دراسة هذه الطريقة على المرضى الذين يخضعون لجراحة الأوعية الدموية، ويواجهون لذلك مخاطر متزايدة من المضاعفات الجراحية مثل مشاكل التئام الجروح والنوبات القلبية والسكتة الدماغية.

وقال أوزاكي: «العلاقة بين النتائج الجراحية والسمنة كانت دائمًا معقدة. تؤكد نتائجنا والدراسات الأخرى أهمية جودة الأنسجة الدهنية، إلى جانب إجمالي كمية الدهون في الجسم، وما لذلك من تأثير على استجابة الجسم للجراحة».

أقرأ أيضًا:

هل يؤثر الإفراط بتناول الدهون على صحتك العقلية؟

جل أو رش يمكنه أن يوقف انتشار السرطان بعد الجراحة

الدهون الغذائية

ترجمة: ماريانا عادل

تدقيق: سلمى عفش

مراجعة: أكرم محيي الدين

المصدر