قد تعاني المرأة التي تتعرض للفقدان المبكر للحمل اضطراب ما بعد الصدمة post-traumatic stress، إضافةً إلى القلق والاكتئاب الشديد. ويرى كثير من النساء أن الإجهاض أو فقد الحمل المُنتبَذ ectopic pregnancy (الحمل خارج الرحم) قد يؤثر على صحتهنّ العقلية لعدة أشهر تالية، وفقًا لبحث جديد.

كتب المؤلفون في المجلة الأمريكية لطب التوليد وأمراض النساء أن فقدان الحمل المبكر لا يُمثل خسارة الطفل المرغوب في مجيئه فحسب، بل قد يتحدى أيضًا إحساس الفرد بالسيطرة على حياته، ويمثل تهديدًا لخطط الوالدين المستقبلية. يُعَد فقدان الحمل المبكر أحد أكثر الأسباب شيوعًا التي تدفع النساء -في سن الإنجاب- إلى زيارة أطباء الرعاية الأولية والثانوية، إذ تحدث نحو 250 ألف حالة إجهاض ونحو 10 آلاف حالة حمل مُنتبَذ في المملكة المتحدة سنويًّا.

قد يؤدي كل من الإجهاض والحمل المُنتبَذ إلى حدوث أعراض مثل الألم والنزف الشديدين، ما قد يستدعي إدخال المريضة إلى المستشفى لتلقي العلاج المناسب، وقد يكون التشخيص غير واضح فترةً طويلة.

يُقدّر أن نصف النساء تقريبًا يتعرضن لفقدان الحمل في أثناء فترة الإنجاب، الأمر الذي يجلب لهنّ مشاعر الحزن والأسى والإحباط. لدراسة التأثير النفسي للفقدان المبكر للحمل، قيّم الباحثون في كلية إمبريال بلندن وجامعة لوفان الكاثوليكية البلجيكية، نحو 650 امرأة من 3 مستشفيات في لندن بعد تعرضهن لفقدان الحمل قبل 12 أسبوعًا، إذ حدث الإجهاض لدى أكثر من 500 منهن، وشُخِّصت الباقيات بحمل منتبذ، أي نمو جنيني لا يستطيع النجاة خارج الرحم.

طُلب من النساء الإجابة عن أسئلة تتعلق بمشاعرهن وسلوكهن بعد شهر واحد من فقدان الحمل، ومرة ثانية بعد 3 أشهر، ومرة أخيرة بعد 9 أشهر، وكانت النتائج التالية:

تبيّن أن نحو ثلث النساء عانين -بعد شهر واحد من فقدان الحمل- اضطراب ما بعد الصدمة، إذ ذكرن الأحاسيس التي شعرن بها مرارًا وبانتظام بسبب خسارتهن للحمل، وكذلك عانين أفكارًا غريبة متطفلة، وذكر بعضهن وجود كوابيس واسترجاع الأحداث Flashbacks (أي استرجاع ذكريات ومشاعر ماضية، أو تذكر مفاجئ لحدث في الماضي)، في حين تجنب بعضهن تذكر أي شيء يتعلق بالفاجعة.

ذكر الباحثون إن هذا لا يؤكد تشخيص الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة PTSD، إذ يتطلب تشخيصه المزيد من الفحوصات السريرية. إضافةً إلى أن الإبلاغ عن النتائج ذاتيًّا قد يؤدي إلى تحيّز في الاختيار selection bias، إذ إن النساء اللائي يعانين بالفعل أعراضًا نفسية قد يَكُنّ أكثر عرضةً للاستجابة.

قد تعاني النساء اضطراب ما بعد الصدمة طويل الأمد عقب الإجهاض - post-traumatic stress - القلق والاكتئاب الشديد - فقد الحمل المُنتبَذ

عند مقارنتهن بالنساء اللائي حملن حملًا طبيعيًّا، فإن ربع النساء اللائي تعرضن لفقدان الحمل عانين من قلق معتدل إلى شديد، مع حدوث اكتئاب معتدل أو شديد عند واحدة من كل 10 نساء.

انخفض التوتر مع مرور الوقت، لكنه احتفظ بمستويات ملحوظة سريريًّا تسعة أشهر. وفي هذه المدة، أبلغت امرأة واحدة من كل خمس نساء عن شعورها بالتوتر أو اضطراب ما بعد الصدمة أو القلق الشديد، ونحو 6% منهن عانين الاكتئاب المعتدل إلى الشديد.

قال الباحثون إن هذه النتائج تُبرز مدى أهمية تقديم المزيد من التحسينات في رعاية الأمهات وشركائهن في الأشهر التالية لفقدان الحمل.

اقرأ أيضًا:

اضطراب الإجهاد الحاد (اضطراب الكرب الحاد)

كل ما تريد معرفته عن الإجهاض العفوي

ترجمة: يوسف الجنيدي

تدقيق: مينا خلف

مراجعة: أكرم محيي الدين

المصدر