كشف فحص دم جديد أكثر من خمسين نوعًا من السرطان ، إضافةً إلى موقعها في الجسم بدرجة عالية من الدقة، وذلك وفقًا لفريق دولي من الباحثين، في دراسة تضمنت آلاف المشاركين قادها معهد دانا فاربر للسرطان وعيادة مايو.

تشير النتائج التي نُشرت عبر مجلة الأورام السنوية على الإنترنت إلى أن الفحص -الذي حدد خصوصًا بعض أنواع السرطان الخطيرة التي تفتقر إلى أساليب قياسية للفحص- لعب دورًا أساسيًا في الكشف المبكر عن السرطان، ما يُعَد أمرًا بالغ الأهمية لنجاح للعلاج.

يستخدم الفحص -الذي طورته شركة غريل- الجيل الجديد من تحليل تتابع وترتيب الوحدات الكيميائية المُسماة مجموعات الميثيل في الحمض النووي للسرطان.

الكشف المبكر عن السرطان - طرق الكشف التقليدية المعتمدة على تسلسل الحمض النووي - فحص دم يكشف أكثر من خمسين نوعًا من السرطان بعضها قبل ظهور الأعراض

تساعد مجموعات الميثيل عبر التصاقها بمقاطع معينة من الحمض النووي على تحديد تنشيط الجين أو تثبيطه، ويختلف عادةً تموضع مجموعات الميثيل -أو نمط الميثيل- في الخلايا السرطانية عن الخلايا الطبيعية اختلافًا ملحوظًا، لدرجة تجعل نمط الميثيل أكثر تمايزًا في الخلايا السرطانية مما هو في الطفرات الجينية، فعندما تموت الخلايا السرطانية، ينتقل حمضها النووي -مع مجموعات الميثيل المرتبطة به بقوة- إلى مجرى الدم، حيث يمكن تحليلها بواسطة الفحص.

قال جيفري أوكسنارد، الطبيب المشارك في الدراسة: «أشارت أعمالنا السابقة إلى أن الفحوصات التي تعتمد على الميثيل تتفوق على طرق الكشف التقليدية المعتمدة على تسلسل الحمض النووي، للكشف عن أشكال متعددة للسرطان في عينات الدم، وتشير نتائج هذه الدراسة إلى أن مثل هذه الفحوصات قد تكون طريقةً مُجدية للكشف عن مجموعة واسعة من أنواع السرطان».

استخدم الباحثون في الدراسة تحليل الحمض النووي الحر (الحمض النووي من الخلايا الاعتيادية والخلايا المسرطنة الذي انتقل إلى مجرى الدم بعد موت الخلايا)، وفي 2,482 عينة مُشخصة بالسرطان -من أصل 6,689 عينة في الدراسة الكاملة- ظهر أكثر من خمسين نوعًا من السرطان، منها سرطانات الثدي والقولون والمريء والمرارة والمثانة والمعدة والمبيض والرأس والعنق والرئة وسرطان الدم اللمفاوي والسرطان النقوي المتعدد وسرطان البنكرياس.

كانت النسبة النوعية الإجمالية للاختبار 99.3٪، ما يعني أن 0.7٪ فقط من النتائج أشارت خطأً إلى وجود سرطان. وفيما يخص 12 سرطانًا -من تلك التي تمثل ثلثي وفيات السرطان في الولايات المتحدة تقريبًا- بلغت الحساسية 67.3٪، ما يعني أن الاختبار عثر على السرطان في ثلثي الحالات وأعطى نتيجةً سلبية في الثلث المتبقي، بلغت الحساسية ضمن هذه المجموعة 39٪ للمرضى المصابين بالمرحلة الأولى من السرطان، و69٪ للمرضى بالمرحلة الثانية، و83٪ للمرضى بالمرحلة الثالثة، و92٪ للمرضى بالمرحلة الرابعة. كانت حساسية المرحلة الأولى إلى الثالثة عبر جميع أنواع السرطان الخمسين 43.9٪. عندما كُشف عن السرطان، نجح الاختبار في تحديد العضو أو الأنسجة التي نشأ فيها السرطان في أكثر من 90٪ من الحالات، وهي معلومات مهمة في تشخيص المرض وعلاجه.

أضاف أوكسنارد: «تُظهر نتائجنا أن هذا النهج لاختبار الحمض النووي الحر في الدم يمكنه أن يكشف عن مجموعة واسعة من أنواع السرطان في أي مرحلة من مراحل المرض تقريبًا، مع نوعية وحساسية تقترب من المستوى المطلوب للفحص على مستوى السكان، ربما يصبح الاختبار جزءًا مهمًا من التجارب السريرية للكشف المبكر عن السرطان».

اقرأ أيضًا:

دراسة جديدة ضخمة للجينوم تكشف أسرارًا غامضة عن كيفية تشكل الأورام السرطانية

تقنية جديدة تُتيح لنا التنصت على الخلايا السرطانية

ترجمة: منتظر صلاح

تدقيق: محمد حسان عجك

مراجعة: أكرم محيي الدين

المصدر