أظهرت نتيجة تجارب خمس أعوام أن علاج قطرات العين بإمكانها إبطاء تطور قصر النظر بحوالي 50 مرة ..وتعتبر خط الدفاع الأول ضد وباء سريع النمو من قصر النظر.

كلمة وباء قد تبدو ككلمة متطرفة لشيء حميد كقصر النظر إلا أنه في الوقت الحالي مايقارب الـ42% من الناس مصابون بقصر النظر في الولايات المتحدة وهذه تعتبر قفزة كبيرة من نسبة 25% من مصابي قصر النظر التي كانت في السبعينيات للقرن الماضي. وفي دول اسيا المتطورة فإن النسبة قد ترتفع لقرابة 80-90% من الشباب اليافعين.

وعلى الرغم من أن الرؤية يمكن تصحيحها بالنظارات أو العدسات اللاصقة وحتى العمليات الجراحية فإنه في الحالات الشديدة فإن هذه الاجراءات قد تؤدي لانفصال الشبكية وتكوين البقع العينية أو حتى إعتام عدسة العين المبكرة.

لكن الأبحاث الجديدة اقترحت أن قطرات العين الحاوية على 0.01 من علاج يسمى اتروبين(Atropine) من الممكن أن يساعد لتقليل تلك المخاطر كذلك إبطاء تطور تلك الامراض.

علاج الاتروبين استخدم بصورة شائعة لمعالجة العين الكسولة وأظهر فوائد كبيرة بما يتعلق بقصر النظر بتثبيطه النمو المحوري للعيون المصابة بقصر النظر. لكن لم تكون هناك دراسات طويلة الأمد طُبقت لأجل أفضل استخدام لتلك القطرات. وهذا ما يثير القلق عند الأطباء خوفًا من التأثيرات الجانبية لتلك القطرات.

“لمدة طويلة كنا نعرف ان قطرات الاتروبين من شأنها منع تفاقم درجات قصر النظر” قالها رئيس الابحاث السيد دونالد ت. تان(donald t.tan) طبيب عيون من معهد سنغافورة لأبحاث العين ومركز العين القومي في سنغافورة. وأكمل “نحن الآن لدينا بيانات لاتدل فقط على أنه فعال بل أنه آمن كذلك”

دراسات تان بدأت في عام 2006عندما قام فريقه بجمع 400 طفل سنغافوري مصاب بقصر النظر تتراوح أعمارهم بين 6-12 سنة كل منهم أخذ جرعة عشوائية من الاتروبين تركيزها إما 0.1 او 0.01 او 0.5. بعد سنتين من العلاج توقف الاطفال عن أخذ العلاج مع استمرار فحص نظرهم بصورة مستمرة.

لاحظ الباحثون أن الاطفال الذين أخذوا جرعات عالية من الاتروبين قد زادت درجة قصر النظر عندهم خلال السنة التي انقطع فيها العلاج. فقاموا بإعطاءهم جرعات 0.01 من الاتروبين لسنتين بعد ذلك.

قُدّمت النتائج في التجمع السنوي للأكاديمية اللأمريكية لعلم العيون فكانت النتائج متضاربة; فبعد خمس سنوات من العلاج بالجرعة الأقل 0.01 من الاتروبين كانت درجة قصرهم أقل بكثير من أولئك الذين أخذوا جرعات أعلى من نفس الدواء. كذلك أظهرت النتائج أن القطرات كانت آمنة لجميع المشاركين في البحث طوال فترة الدراسة. وبالمقارنة مع دراسة سابقة لقصر النظر غير المعالج بالاتروبين 0.01 لوحظ أنه تم ابطاء قصر النظر بحوالي 50% في حالة الأتروبين.

السبب الذي جعل الأطباء يتأنون باستخدام الاتروبين لعلاج قصر النظر هو أن الجرعات العالية كان لها أضرار جانبية مقلقة مثل الحساسية والتهاب ملتحمة العين كذلك وإتساع حدقة العين التي تسبب في حساسية للضوء ورؤية ضبابية عند النظر للأشياء القريبة.

بينما كانت هذه الأعراض تظهر على متعاطي الجرعة العالية من الأتروبين فإن الاطفال الذين أخذوا جرعات 0.01 منه كانوا يعانون من اتساع حدقة العين بما يقل عن 1 ملم مما قلل من حساسية الضوء. وأشارت التقارير أيضًا أنهم خاضوا خسارة صغيرة للأشياء القريبة جدًا بعد استخدام الجرعة المنخفضة من العلاج.

لذا فقد اقترحت الدراسات أن فوائد العلاج تفوق بدرجة كبيرة مخاطره وآثاره الجانبية. “بالمقارنة مع الاختراعات الأخرى، فإن هذا العلاج من الممكن أن يكون حليف قوي في معركة منع قصر النظر من أن يسبب ضعف رؤية قوي في الأطفال حول العالم” هذا ماقاله الدكتور تان .

دراسات طويلة الأمد يجب أن تُدرس حول أمان هذه القطرات على الأمد البعيد. هناك دراسات أخرى تقوم في اليابان واوربا من شأنها زيادة المعلومات عن هذا العلاج. فمن المذهل إيجاد علاج رخيص وسهل الاستخدام للتقليل من قصر النظر حول العالم.

 


 

المصدر