مؤشر سعر المستهلك مقياس لفحص المتوسط المُرجَّح لأسعار مجموعة (سلة) من السلع والخدمات كالأطعمة والمواصلات والرعاية الصحية. ويُحسب بأخذ متوسط التغير في أسعار جميع السلع ضمن السلة المحددة مسبقًا. ويُستخدَم التغير في مؤشر سعر المستهلك لتقييم التغيرات في الأسعار المُقترنة بتكلفة المعيشة. وهو من أكثر المقاييس الإحصائية استخدامًا في تحديد فترات التضخم والانكماش.

فهم مؤشر سعر المستهلك:

يقيس هذا المؤشر التضخم، وهو التغير في الأسعار التي يدفعها المستهلكون مقابل الحصول على سلة من السلع والخدمات مع مرور الزمن. ويحاول بشكل أساسي قياس المستوى العام للأسعار كميًا ما يؤدي بالنتيجة إلى قياس القدرة الشرائية لوحدة النقد في بلد ما.

إن المتوسط الحسابي المُرجَّح الذي يحاكي أنماط الاستهلاك لدى الأفراد هو ما يُستخدم لحساب مؤشر سعر المستهلِك.

بدأ مكتب الولايات المتحدة لإحصائيات العمل (BLS) بحساب مؤشر سعر المستهلك في العام 1913 وهو منذ ذلك الحين يُعلن عن المؤشر في تقرير شهري.

حُددت الفترة ما بين عامي 1982 و1984 (بما يشمل كلا العامين) فترة أساس وأُعطي متوسط المؤشرات في تلك الفترة العلامة 100. وبذلك، تعني قراءة 100 لمؤشر سعر المستهلك أن معدلات التضخم مطابقةً لما كانت عليه في عام 1984. في حين أن قراءتي 175 و225 تعنيان ارتفاع التضخم بنسبة 75% و225% على التوالي.

وفي واقع الأمر، إن معدل التضخم المُشار إليه ما هو إلا التغير الحاصل في مؤشر سعر المستهلك مقارنةً بالفترة السابقة سواء كان القياس يتم شهريًا أو كل ربع سنة أو سنويًا.

وفي حين يقيس المؤشر تغيرات أسعار بضائع التجزئة والحوائج الأخرى التي ينفق عليها المستهلك، فإنه لا يشتمل على أشياء أخرى مثل الاستثمار والادخار وغالبًا ما يستثني إنفاق الزوار الأجانب.

مؤشر سعر المستهلك - متوسط التغير في أسعار جميع السلع ضمن السلة المحددة مسبقًا - الحصول على سلة من السلع والخدمات مع مرور الزمن

استخدامات مؤشر سعر المستهلك:

مؤشر سعر المستهلك هو أكثر المؤشرات استخدامًا لقياس التضخم. وبالنيابة، قياس فعالية السياسات الاقتصادية للحكومات. وأيضًا يُعطي الحكومة وقطاع الأعمال والمواطنين فكرة عن تغير الأسعار في الاقتصاد. ويُمكن لهذا المؤشر أن يكون دليلًا عند الحاجة لاتخاذ القرارات على بينة معرفية فيما يخص الاقتصاد.

يمكن لمؤشر سعر المستهلِك ومكوناته أن يعمل أيضًا كعامل انكماشي مُعدِّل للمؤشرات الأخرى مثل مبيعات التجزئة والأجر الساعي والأسبوعي.

إضافةً إلى ذلك، يُستخدم المؤشر لتقييم القدرة الشرائية. وبشكل عام، تنخفض هذه القدرة كلما ارتفع المستوى العام للأسعار والعكس صحيح.

ومن الاستخدامات الأخرى للمؤشر، تعديل أحقية المستفيدين من بعض أنواع المعونات الحكومية ومن ضمنها الضمان الاجتماعي. وأيضًا تُشتق الزيادة على معونة غلاء المعيشة تلقائيًا من التغير في مؤشر سعر المستهلك. وفقًا لمكتب إحصائيات العمل فإن الزيادات على معونة غلاء المعيشة لأكثر من 50 مليون شخص في الضمان الاجتماعي متقاعدي الجيش والخدمات الفيدرالية المدنية مرتبطة بهذا المؤشر.

ما المشمول في مؤشر سعر المستهلك؟

يتضمن مؤشر سعر المستهلك إحصائيات عن المهنيين وأصحاب الأعمال الحرة والفقراء والعاطلين عن العمل والمتقاعدين في البلد. ويستثني المؤشر سكان الأرياف، والأسر التي تعيش في المزارع والقوات المسلحة والأشخاص الذين يخدمون في السجون والذين في المصحات النفسية.

يُمثّل المؤشر تكلفة سلة من السلع والخدمات في مختلف أنحاء البلد على أساس شهري. تُقسَّم هذه السلع والخدمات إلى ثمان مجموعات رئيسية:

  • السكن.
  •  المأكولات والمشروبات.
  •  المواصلات.
  •  الرعاية الصحية.
  •  الملابس.
  •  التعليم والاتصالات.
  •  التسلية والاستجمام.
  •  سلع وخدمات متفرقة أخرى.

يُدرِج مكتب إحصائيات العمل الضرائب على المبيعات والضرائب على البضائع المُصنوعة والمُستهلكة داخل البلد وكل الضرائب المرتبطة مباشرةً بأسعار السلع والخدمات الاستهلاكية في حساب مؤشر سعر المستهلك. لكنه يُهمل تلك غير المرتبطة مباشرةً بالأسعار مثل ضرائب الدخل أو ضرائب الضمان الاجتماعي، وأيضا يستثني الإنفاق على الاستثمار (الأسهم والسندات) وعلى تأمين الحياة والاستثمار العقاري والبنود الأخرى التي لا ترتبط بالاستهلاك العادي اليومي.

حساب مؤشر سعر المستهلك:

يتتبع مكتب إحصائيات العمل أسعار نحو 80,000 صنف شهريًا، بالاتصال أو زيارة متاجر التجزئة والمؤسسات الخدمية -موفري خدمة الكابل، شركات الطيران، وكلاء تأجير السيارات والشاحنات- ومؤجري الوحدات السكنية وعيادات الأطباء في أنحاء البلد من أجل الحصول على أفضل استشراف ممكن للمؤشر.

تكون معادلة حساب مؤشر سعر المستهلك على الشكل التالي:

مؤشر سعر المستهلك = (تكلفة سلة السوق في السنة المُعطاة/تكلفة سلة السوق في سنة الأساس) × 100

تُحدد سنة الأساس من قبل مكتب إحصائيات العمل. فقد بُنيت بيانات مؤشر عامي 2017 و2018 على استقصاءات عامي 2014 و2015 كفترة أساس.

أنواع مؤشرات سعر المستهلك:

في كل مرة تُقدم التقارير عن نوعين من مؤشرات سعر المستهلك:

1. مؤشر سعر المستهلك للعمال بأجر وموظفي المكاتب:

ركز مكتب إحصائيات العمل على حساب هذا النوع من المؤشر بين عامي 1913 و1977. وبُنيَ على بيانات العوائل التي يأتي أكثر من نصف دخلها من الوظائف المكتبية التي واحد من أفرادها العاملين على الأقل كان موظفًا لمدة 37 أسبوعًا بالحد الأدنى خلال العام الفائت. يعكس هذا النوع من المؤشر بشكل أساسي التغيرات في تكلفة المستحقات التي تدفع للمشمولين بالضمان الاجتماعي، ويمثل على الأقل 28% من سكان البلد.

2. مؤشر سعر المستهلِك لسكان المدن:

يشمل ما مجموعه 88% من سكان الولايات المتحدة وهو تمثيل أفضل لعامة الناس. أدخل مكتب إحصائيات العمل تحسينات على مؤشر سعر المستهلك في العام 1978 وقدم شريحةً مستهدفةً أوسع.

يعتمد هذا النوع من المؤشر على حساب إنفاق جميع سكان المدن تقريبا ويشمل المهنيين وأصحاب الأعمال الحرة والذين يعيشون تحت خط الفقر والعاطلين عن العمل والمتقاعدين، ويضم وأيضًا العمال بأجر وموظفي المكاتب.

على الرغم من أن المكتب بدأ باستخدام النوع الثاني عام 1978، إلا أنه استمر باستخدام النوع الأول أيضًا. لكن، ومنذ عام 1985، أصبح الفارق الرئيس بين النوعين هو الترجيح المُعطى للإنفاق على الفئات المختلفة من المواد وللمناطق الجغرافية.

البيانات الإقليمية لمؤشر سعر المستهلك:

يقسم مؤشر سعر المستهلك بناءً على المناطق الجغرافية إلى أربعة تقسيمات إحصائية كبرى:

  1.  منطقة الشمال الشرقي.
  2.  منطقة الغرب المتوسط.
  3.  الجنوب.
  4.  الغرب.

وأيضا تقسم المناطق الحضرية إلى التالي:

  1.  منطقة شيكاغو-غراي-كينوشا.
  2.  لوس أنجلس-ريفرسايد-أورنج كاونتي.
  3.  نيويورك-شمال نيوجيرسي-لونغ آيلاند.

بالإضافة للمناطق السابقة التي يُفصح عن بياناتها في كل شهر يقوم المكتب بإصدار تقارير عن 11 منطقة حضرية أخرى كل شهرين، بالإضافة إلى 13 منطقة بشكل نصف سنوي. تغطي هذه التقارير مناطق ذات تعداد سكاني كبير وتمثل مجموعات فرعية إقليمية محددة.

اقرأ أيضًا:

لماذا يُعد الانكماش أسوأ كوابيس البنوك المركزية؟

المنفعة الحدية

ترجمة: مالك عوكان

تدقيق: رزوق النجار

المصدر