قد يظن الإنسان أن الجسم ينتج المخاط استجابةً للأمراض والمؤرجات والمهيجات فقط، لكنه في الواقع ينتَج باستمرار، فهو مهم لوظائف العديد من الأعضاء وكذلك الجهاز المناعي.

ويمكن للعديد من المشكلات الصحية أن تؤدي إلى زيادة إنتاج المخاط، ما يجذب انتباه الإنسان لهذا السائل الهام، فالعديد من الأصحاء لا يلاحظون أنهم ينتجون المخاط باستمرار ويبلعونه.

مصدر المخاط

المخاط سائل ينتجه الجسم ليغطي الأغشية المخاطية للأعضاء مثل:

العين، والأنف، والفم، والجيوب الأنفية، والرئة، والبلعوم، والمعدة، والأمعاء، والأعضاء التكاثرية.

لا يلاحظ معظم الأشخاص المخاط إلا في أثناء المرض أو عند التعرض لعامل مؤرج أو مهيج في الهواء، لكن الغدد في المناطق السابقة تنتج المخاط باستمرار مفرزةً نحو ربع إلى نصف جالون يوميًا.

يساعد المخاط على العديد من الوظائف الهامة مثل:

  •  ترطيب الهواء المستنشق.
  •  حماية الأغشية المخاطية في الجسم من التجفاف.
  •  تصفية الهواء المستنشق من الجزيئات الصغيرة مثل المؤرجات والغبار والتلوث والدخان والفيروسات والجراثيم والفطور.
  •  مقاومة الإنتانات.
  •  يساعد المخاط أيضًا على تصفية الجزيئات الصغيرة والكائنات المجهرية الدقيقة الموجودة على سطح الرئة جنبًا إلى جنب مع الشعيرات الدقيقة التي تشبه الزوائد والتي تبطن الرئة وتسمى بالأهداب التي تخلق نبضات موجية تحرك الجزيئات العالقة بالمخاط إلى خارج الرئة.

يصل المخاط المحمل بالجزيئات الغريبة إلى البلعوم، حيث ينزل في البلعوم دون أن يلاحظ الشخص، ليصل بعدها إلى المعدة حيث يُهضم ويُطرح من الجسم مع البراز أو البول، أو قد يخرج مع السعال عبر الفم ويُبصق.

مكونات المخاط

يتكون المخاط بالأساس من الماء ولكن يمكن أن يحتوي أيضًا على البروتينات والسكريات. تصنع الخلايا التي تنتج المخاط جزيئات أخرى تدعم الجهاز المناعي وتُخلط مع المخاط مثل:

  • جزيئات مضادة للميكروبات.
  • جزيئات حماية وتحصين.
  • جزيئات مناعية.

كيف يصنع الجسم المخاط؟

تحتوي الأنسجة التي تبطن الممرات الهوائية والأنف والجيوب الأنفية والفم على نوعين من الخلايا الأولية هي:

  •  الخلايا الإفرازية التي تحرر المُخاط.
  •  الخلايا المهدبة المغطاة بشعيرات دقيقة تشبه الزوائد وتسمى الأهداب.

يتكون المخاط بالأساس من الماء ومادة هلامية القوام تسمى الميوسين. توجد خلايا متخصصة تسمى بالخلايا الكأسية تنتج وتحرر أغلب مادة الميوسين، وللخلايا الكأسية شكل يشبه كؤوس العصور الوسطى وهي غير مغطاة بالأهداب.

تنتج الخلايا الكأسية والخلايا الإفرازية الأخرى مجموعة من البروتينات والأملاح والدهون والجزيئات المناعية التي تختلط مع الميوسين مشكلةً المخاط.

تنتج الغدد تحت المخاطية الموجودة في الممرات التنفسية والفم والجهاز المعدي المعوي وتحرر المُخاط والميوسين أيضًا.

تستخدم الخلايا المهدبة هذه الزوائد لتحريك المُخاط عبر الجسم، حيث تتحرك الأهداب لتصنع نبضات موحدة دافعةً المخاط للخارج من طريق عدة موجات.

الإنتانات والمهيجات

عندما تتعرض الممرات التنفسية للمهيجات تقوم الخلايا الكأسية والغدد تحت المخاطية بإنتاج كميات إضافية من المُخاط لحماية تلك الممرات.

أيضًا، قد تسبب الإنتانات التهابًا بالأنسجة التنفسية والتي تجعل الغدد تحت المخاطية تنتج المزيد من المخاط، خلال الإنتانات تزداد لزوجة المخاط لأنه يمتلئ بالخلايا المناعية والعناصر الغريبة التي قُنصت.

تظهر التفاعلات التحسسية عندما يستجيب الجهاز المناعي بشدة لمادة مؤذية إذ يؤدي ذلك إلى إنتاج الهستامين وهو مركب يسبب توسع الممرات التنفسية ويحفز الغدد تحت المخاطية على إنتاج المزيد من المُخاط.

ما مصدر المخاط وأين ينتهي به الحال - مع هي المشكلات الصحية التي تؤدي إلى زيادة أو نقصان إفراز المخاط - لماذا ينتج الجسم المادة المخاطية

الحالات التي قد تسبب فرط إنتاج المخاط:

قد تسبب العديد من المشكلات فرط إنتاج المخاط إما من طريق تحفيز الإنتاج وزيادته أو من طريق تقليل إزالة المخاط أو منعها مسببةً زيادة لزوجة المخاط.

عوامل مرتبطة بفرط إنتاج المخاط:

  •  المؤرجات.
  •  العدوى بالجراثيم والفيروسات والفطور.
  •  التنفس في جو بارد أو جاف.
  •  استنشاق جزيئات مؤرجة مثل الدخان والغبار والتلوث والعث والوبر.
  •  التغيرات الهرمونية التي تظهر مع التقدم بالعمر.
  •  الربو.
  •  الحمل.
  •  القلس المريئي المعدي.
  •  أدوية معينة قد تسبب زيادة لزوجة المخاط مثل حبوب منع الحمل والأدوية خافضة الضغط.
  •  التهاب الأنف الحركي الوعائي أو عندما يكون الأنف شديد الحساسية.
  •  البوليبات.
  •  البنية غير المنتظمة للغضروف الأنفي.
  •  التليف الكيسي.
  •  التهاب القصبات الشامل، توسع القصبات اللاكيسي.
  •  سرطانات الدم.
  •  زرع الأعضاء.
  •  خلل حركة الأهداب البدئي.
  •  نقص غاما غلوبولين الدم.
  •  الإصابة بفيروس العوز المناعي البشريHIV .
  •  التهاب الرئة الانسدادي المزمن .COPD
  •  بعض المشكلات التي تعطل عمل الرئة مثل الشلل، واللاوعي، والجراحة، وشلل الحركة.

نصائح لإزالة المخاط:

تعتمد الطريقة الفضلى للتخلص من المُخاط على السبب والعوامل المسببة له. توجد العديد من الطرق المنزلية شائعة الاستخدام مثل:

  •  استخدام بخاخات المحاليل الملحية التي لا تحتاج إلى وصفة طبية.
  •  تناول مضادات احتقان أو مضادات الهستامين التي لا تحتاج إلى وصفة طبية ولا تسبب النعاس.
  •  فرك الصدر أو البلعوم بمادة تحتوي على زيت الكينا أو استنشاقها.
  •  تجنب المؤرجات، لا سيما الموجودة في الطعام.
  •  الدق الخفيف والمتكرر على الظهر أو الصدر وذلك لحل المخاط.
  •  ترطيب الهواء المستنشق، وأخذ حمام دافئ.
  •  وضع منشفة دافئة على الوجه.
  •  تغطية الأنف بوشاح في أثناء البرد.
  •  تجنب التدخين أو التدخين السلبي.

قد تخفف العديد من المنتجات الطبيعية من فرط إنتاج المخاط وتعالج المشكلات الصحية التي قد يسببها.

توجد بعض العلاجات الطبيعية التي أثبتت فعاليتها علميًا:

  •  عرق السوس.
  •  التوت.
  •  نبات القنفذ.
  •  الجينسنغ.
  •  زيت الكينا.

المضاعفات الممكنة

قد يؤدي الإنتاج المفرط والمستمر للمخاط إلى:

  •  التجفاف.
  •  التهاب البلعوم.
  •  تستيل أنفي خلفي.
  •  ألم فكي.
  •  ألم أو ضغط في الأنف أو في الجيوب الأنفية.
  •  جفاف الفم.
  •  السعال.
  •  عدوى وإنتان في الرئة أو الأنف أو الجيوب أو البلعوم.
  •  مشكلات هضمية وعسر هضم.
  •  نقص الوزن.
  •  صعوبة في التنفس.
  •  نقص أكسجة وزيادة مستويات ثاني أكسيد الكربون في الدوران.
  •  انخماص الرئة؛ حالة لا يمكن فيها للرئة أن تتوسع بشكل كامل.
  •  توقف التنفس.
  •  سكتة قلبية.

متى يجب أن تتصل بطبيبك؟

يجب الاتصال بالطبيب إذا لاحظت أن إنتاج المخاط مفرط لديك ودون سبب واضح، ويجب أن تطلب الرعاية من شخص مختص إذا كان المُخاط:

  •  كثيفًا جدًا.
  •  إذا لاحظت أن له لونًا، المُخاط الطبيعي لا لون له.
  •  يعيق التنفس.
  •  لم يستجب للعلاج المنزلي.
  •  دام أكثر من أسبوع.

تشاور مع طبيبك أيضًا إذا كان المخاط مزعجًا ومترافقًا مع:

  •  حمى ونافض.
  •  تعب غير مفسر.
  •  صعوبة في النوم.
  •  الشخير في أثناء النوم.
  •  تغيرات في التنفس مثل التنفس السريع أو السطحي أو البطيء.
  •  نقص شهية ونقص وزن.
  •  ألم صدري أو ألم في أثناء التنفس.
  •  قيح أو دم.
  •  سعال.
  •  غثيان وإقياء.
  •  التهاب بلعوم حاد.
  •  قلس حمضي.
  •  طفح جلدي على الصدر أو البلعوم أو الرقبة.
  •  زرقة أو شحوب بلون الجلد خاصةً حول أصابع اليدين والقدمين، والشفاه.
  •  تورم في البلعوم أو الرقبة أو الرأس أو الكاحل أو القدم.
  •  تشويش أو وجود تغيرات في الحالة الذهنية.

ملخص

يعد المخاط أساسيًا لعمل الأعضاء والجهاز المناعي، ولذلك ينتجه الجسم باستمرار. ولكن قد تؤدي العديد من المشكلات الصحية إلى فرط في إنتاج المُخاط الذي قد يسبب بدوره العديد من المضاعفات.

يمكن للأدوية التي لا تحتاج إلى وصفة طبية أو بعض أساليب العناية المنزلية أن تساعد على التخلص من المُخاط الزائد، يمكنك الاتصال بطبيبك إذا لم تجد سببًا واضحًا لفرط إنتاج المخاط أو إذا لم يُحل بالعناية المنزلية أو إذا ترافق مع بعض الأعراض المقلقة أو المزعجة.

اقرأ أيضًا:

سيلان الأنف: الأسباب والعلاج

ما أسباب احتقان الأنف؟ وما علاجه؟

ترجمة: هديل بلدية

تدقيق: حسام التهامي

مراجعة: تسنيم المنجد

المصدر