ما مخطط بونزي؟

مخطط بونزي هو مشروع استثماري وهمي احتيالي يعد المستثمرين بمعدّلات عوائد عالية منخفضة الخطورة، إلى جانب هذا يولد هذا المشروع الوهمي عوائد للمستثمرين الحاليين من الأموال المأخوذة من المستثمرين المستقبليين، يتشابه هذا المخطط مع المخطط الاستثماري الهرمي من ناحية استخدام أموال المستثمرين الجدد لدفعها لداعميه الحاليين.

أخيرًا تنتهي الحلقة الاحتيالية لكلا المخططين عند توقف تدفق المستثمرين الجدد ونفاد الأموال لتلبية طلب المستثمرين المحتملين، عند هذه النقطة بالذات يحل هذا المخطط الاحتيالي.

مفهوم مخططات بونزي

تُعد مخططات بونزي مخططات احتيالية، إذ يتلقى العملاء فيها وعودًا بأرباح كبيرة مقابل مخاطر قليلة أو معدومة، لذلك تركز الشركات التي تتبنى هذا النوع من المخططات كل طاقتها لجذب عملاء جدد للاستثمار فيها.

يُدفع الدخل الجديد الذي حصل من العملاء الجدد عوائد للمستثمرين الأصليين الذي يوصف بمصطلح أرباح الصفقات القانونية، لذلك تعتمد مخططات بونزي أساسًا على التدفق المستمر للمستثمرين الجدد ليتسنى لهم الاستمرار في تقديم العوائد للمستثمرين الأقدم، لهذا السبب عند توقف تدفق المستثمرين ينهار هذا المخطط كليًا.

أصول مخطط بونزي

نسب مصطلح مخطط بونزي إلى المحتال تشارلز بونزي عام 1919، لكن رُصدت أول حالات هذا النوع من المشاريع الاستثمارية الاحتيالية من منتصف إلى أواخر القرن التاسع عشر، إذ نُظمت من قبل أديل سبيتزيدار في ألمانيا وسارة هاوي في الولايات المتحدة.

في الواقع الأساليب الاحتيالية التي شاع استخدامها سابقًا التي عرفت لاحقًا باسم مخطط بونزي وُصفت ضمن روايتين منفصلتين للكاتب تشارلز ديكينز، الرواية الأولى (Martin Chuzzlewit) التي نُشرت عام 1844 و (Little Dorrit) عام 1857.

مخطط بونزي - ما هو المخطط الاحتيالي الذي يجري على شكل وهمي - مشروع احتيالي يعد المستثمرين بأموال مستقبلية - عمليات النصب والاحتيال

كان مخطط تشارلز بونزي عام 1919 يركز أساسًا على خدمات البريد الأمريكية، إذ كانت تعرف بتطويرها لخدمة قسائم الرد العالمية التي مكنت المرسل من الشراء المقدم للخدمات البريدية المتنوعة وتضمينها في المراسلات، عند ذلك يستطيع المرسل إليه أخذ هذه القسائم لأي مكتب بريد محلي واستبدالها بخدمات طوابع البريد الجوي الضرورية لإرسال الردود، يعرف هذا النوع من التبادلات باسم الموازنة أو التحكيم الذي لا يعد غير قانوني.

لكن بسبب سيطرة الطمع على بونزي، بدأ بمحاولة توسيع نشاطاته، لذلك كانت شركة تبادلات الأوراق المالية التي كان يديرها تعد العملاء عوائد تُقدّر بـ 50% خلال فترة 45 يومًا و 100% خلال 90 يومًا، وبسبب نجاحه في مخطط طوابع الخدمات البريدية، اقتنع العملاء بسهولة بضرورة استثمار أموالهم في هذه الشركة، كان بونزي يقوم فقط بإعادة توزيع الأموال المستثمرة وإخبار المستثمرين بتحصلهم على الأرباح.

استمر هذا المخطط لغاية شهر أغسطس 1920 عندما بدأت صحيفة Boston Post التحقيق في عمليات هذه الشركة، ونتيجةً لهذه التحقيقات ألقت السلطات الفيدرالية القبض على بونزي بتاريخ 12.08.1920 واتهم باتهامات كثيرة تتعلق بالاحتيال البريدي.

الإشارات التحذيرية لمخطط بونزي

لم ينتهي مفهوم مخطط بونزي باعتقاله عام 1920، فمع تغير التكنولوجيا أدى هذا بالضرورة للتغيير في ممارسات هذا المخطط، لذلك في عام 2008 اتهم بيرنارد مادوف بتسيير مخطط بونزي الذي زور تقارير تجاريةً تظهر للمتعاملين تلقيهم للأرباح لقاء استثماراتهم التي لم تكن موجودة أصلًا.

لهذه الأسباب مهما تكن الأساليب المتبعة في مخطط بونزي، تتشابه جميعها في هذه الخصائص:

  •  الوعود المضمونة بعوائد عالية مع معدلات خطورة منخفضة.
  •  التدفقات الثابتة للعوائد بغض النظر عن حالة السوق.
  •  استثمارات غير مسجلة في هيئة الأوراق المالية والبورصة (SEC).
  •  استراتيجيات الاستثمار السرية أو صعبة الشرح للمستثمرين.
  •  يمنع على العملاء الاطلاع على الأوراق والحسابات الرسمية لاستثماراتهم.
  •  مواجهة العملاء لصعوبات عند محاولة سحب أموالهم.

اقرأ أيضًا:

المعاملات الوهمية

أكبر عمليات الاحتيال في سوق الأسهم في العصر الحديث

ترجمة: لميس عبد الصمد

تدقيق: محمد أبو دف

المصدر