يشمل الضعف الجنسي لدى الإناث الألم في أثناء الجماع وانقباضات مؤلمة للعضلات حول المهبل، وانخفاض الرغبة الجنسية، ومشكلات في حدوث الاستثارة أو هزة الجماع.

قد تكون أسباب الضعف الجنسي جسدية أو نفسية، أو مزيج من الاثنين وهو الأكثر شيوعًا. لتشخيص الضعف الجنسي يتحدث الأطباء مع المرأة وشريكها غالبًا، ويفحص الحوض، خاصةً عندما تعاني المرأة ألمًا أو مشكلات في الاستثارة.

يختلف العلاج باختلاف السبب، وقد يشمل التثقيف حول أهمية الجنس، والأدوية، والعلاج الطبيعي للحوض، والعلاج النفسي والعلاج الجنسي. كثيرًا ما تكون لدى المرأة مخاوف بشأن الوظيفة الجنسية، فإذا كانت هذه المخاوف تسبب الضيق، تُعد ضعفًا جنسيَّا.

يعاني نحو 12٪ من النساء في الولايات المتحدة نوعًا من الضعف الجنسي، ما يمكن تشخيصه ضمن إحدى النقاط التالية:

  •  نقص الاهتمام بالنشاط الجنسي، وصعوبة تحقيق الاستثارة، ما يُعرف باضطراب الإثارة الجنسية.
  •  تقلص غير إرادي للعضلات حول المهبل، وألم في أثناء النشاط الجنسي، ما يُعرف باضطراب الألم التناسلي الحوضي.
  •  صعوبة بلوغ هزة الجماع رغم وجود رغبة في النشاط الجنسي، ما يُعرف باضطراب هزة الجماع.
  •  الضعف الجنسي الناتج من دواء ما.
  •  ضعف جنسي لأسباب أخرى.

يرتبط الضعف الجنسي الناتج من الأدوية ببدء تناول دواء محدد، أو تغيير الجرعة، أو إيقاف تناول مادة مثل المخدرات.

تتأثر الاستجابة الجنسية للمرأة بصحتها العقلية وعلاقتها بالشريك، وعادةً ما تقل الرغبة الجنسية مع التقدم في العمر، وتزداد مع وجود شريك جديد وإن تقدم العمر.

الوظيفة الجنسية الطبيعية:

تؤثر الاستجابة الجنسية في الأفكار والعواطف والجهاز العصبي والدوراني والهرموني، وتتضمن الاستجابة الجنسية الآتي:

  •  الرغبة الجنسية.
  •  الاستثارة.
  •  هزة الجماع.
  •  الاسترخاء.

1- الرغبة الجنسية:

تتمثل في الرغبة في المشاركة في النشاط الجنسي أو مواصلته، وتُحفز الرغبة الجنسية بواسطة الأفكار أو الكلمات أو المشاهد أو الروائح أو اللمس. قد تكون الرغبة واضحة منذ البداية أو قد تتزايد عند بدء النشاط الجنسي والتحفيز، وغالبًا ما ترتبط الرغبة الجنسية بالاستثارة.

2- الاستثارة:

تشمل الاستثارة عنصرين أحدهما ذاتي، ويتمثل في شعور الشخص بالإثارة الجنسية والتفكير فيها، والآخر جسدي، ويتمثل في زيادة تدفق الدم إلى الأعضاء التناسلية. قد يزداد تدفق الدم دون أن تعلم المرأة أو تشعر بالاستثارة.

عند المرأة، تؤدي زيادة تدفق الدم إلى انتفاخ البظر وجدران المهبل وزيادة إفرازات المهبل ما يؤدي إلى التزليق، وذلك في غضون ثوان من التحفيز الجنسي.

يُحفز الدماغ هذه الاستجابة عند الشعور بوجود محفز جنسي. وتحدث نخزات ونبضات في المنطقة التناسلية، لا سيما عند الشابات. مع التقدم في العمر، يقل تدفق الدم إلى المنطقة التناسلية، لكن تظل المحفزات الجنسية قادرة على إحداث التزليق.

3- هزة الجماع/ النشوة:

هي ذروة الإثارة الجنسية، فقبل حدوث النشوة يزداد التوتر العضلي في جميع أنحاء الجسم، ومع بدء حدوثها تتقلص العضلات حول المهبل بانتظام. قد تحظى النساء بعدة هزّات، قد تؤدي الهرمونات إلى الشعور بالسعادة أو الاسترخاء، أو شعور بتعب يلي الاسترخاء.

4- الاسترخاء:

شعور بالاسترخاء العضلي الشامل، عادةً ما يلي هزة الجماع. قد يحدث الاسترخاء ببطء بعد نشاط جنسي مثير دون بلوغ الرعشة. لدى النساء غالبًا القدرة على الاستجابة لتحفيز جديد بعد فترة وجيزة من الاسترخاء.

أسباب الضعف الجنسي لدى الإناث:

تسبب العديد من العوامل أنواعًا مختلفة من الضعف الجنسي. قد تسبب العوامل النفسية تغيرات جسدية في الدماغ والأعصاب والهرمونات والأعضاء التناسلية.

قد تؤدي التغيرات الجسدية إلى آثار نفسية، فتؤدي بدورها إلى مزيد من التغيرات الجسدية، وترتبط بعض العوامل بالحالة النفسية أو الجسدية أكثر من ارتباطها بالمرأة ذاتها، وكثيرًا ما يكون سبب الضعف الجنسي غير واضح.

العوامل النفسية:

كثيرًا ما يؤدي الاكتئاب والقلق إلى الضعف الجنسي. أحيانًا، عندما يُعالج الاكتئاب بفعالية، يتحسن الضعف الجنسي، لكن قد تسبب بعض أنواع مضادات الاكتئاب -مثبطات إعادة قبط السيروتونين الانتقائي- ضعفًا جنسيًا.

قد تسبب المخاوف المتعلقة بالتخلي أو الرفض أو فقدان السيطرة ضعف الوظيفة الجنسية، قد يسهم انخفاض تقدير الذات في ذلك أيضًا.

قد تؤثر التجارب السابقة في التطور النفسي والجنسي، مسببةً العديد من المشكلات، كما في الحالات التالية:

  •  قد تؤدي التجارب الجنسية السيئة أوالصدمات الجنسية إلى انخفاض تقدير الذات والشعور بالخجل أو بالذنب.
  •  التعرض للاعتداء العاطفي أو الجسدي أو الجنسي خلال الطفولة أو المراهقة.
  •  تعلم الأطفال التحكم وإخفاء مشاعرهم. قد تواجه النساء اللائي يتحكمن ويخفين مشاعرهن صعوبةً في التعبير عن مشاعرهن الجنسية.
  •  عند فقدان المرأة لوالديها أو شخص مقرب خلال فترة الطفولة، قد يصبح من الصعب عليها أن تكون حميمةً مع شريكها الجنسي لأنها تخاف –دون وعي- من فقدان مماثل.
  •  تؤثر المخاوف المتعلقة بالجنس في الوظيفة الجنسية، إذ تشعر المرأة بالقلق حيال أمور غير مرغوب بها -مثل الحمل أو عدوى منتقلة بالجنس- أو حتى بشأن أدائها الجنسي أو أداء شريكها.

العوامل الجسدية:

  •  قد تسبب الحالات الجسدية المختلفة والهرمونات والأدوية والمخدرات ضعفًا جنسيًّا، إضافةً إلى التغيرات الهرمونية التي تحدث مع التقدم في العمر أو نتيجة اضطراب ما.
  •  بعد انقطاع الطمث، قد تؤثر التغيرات في المهبل والجهاز البولي في الوظيفة الجنسية، قد تصبح أنسجة المهبل رقيقة وجافة وغير مرنة، وذلك بسبب نقص هرمون الإستروجين، ما يسبب الألم في أثناء الجماع.
  •  الأعراض البولية المرتبطة بانقطاع الطمث، تتمثل في الحاجة الملحة إلى التبول، والإصابات المتكررة بالتهاب المسالك البولية. قد تحدث الأعراض ذاتها نتيجة استئصال المبيضين، أو التغيرات الهرمونية التالية للولادة.
  •  قد يسبب شرب الكحول ضعفًا جنسيًا.

تشخيص الضعف الجنسي لدى الإناث:

تُشخص الحالة غالبًا إذا استمرت الأعراض ما لا يقل عن 6 أشهر وكانت تسبب معاناة كبيرة. قد لا تنزعج بعض النساء من غياب الرغبة الجنسية أو الاستثارة أو النشوة، في مثل هذه الحالات لا يُشخص الاضطراب. يوصف الضعف الجنسي لدى الإناث عند وجود أحد الأعراض التالية على الأقل:

  •  ألم في أثناء الأنشطة الجنسية.
  •  فقدان الرغبة الجنسية.
  •  ضعف الاستثارة.
  •  عدم القدرة على تحقيق النشوة.

يشمل تشخيص اضطراب الضعف الجنسي لدى الإناث سؤال المرأة وشريكها، إذ يطلب الأطباء أولًا من المرأة أن تصف المشكلة، ثم يسأل عن الآتي:

  •  الأعراض.
  •  الاضطرابات الأخرى.
  •  الجراحات المرتبطة بالجهاز التناسلي، مثل الولادة أو سواها.
  •  الإصابات في منطقة الحوض.
  •  الصدمات الجنسية.
  •  تعاطي المخدرات.
  •  العلاقة مع الشريك.
  •  المشكلات الجنسية للشريك.
  •  المزاج.
  •  تقدير الذات.
  •  علاقات الطفولة.
  •  التجارب الجنسية السابقة.
  •  الصفات الشخصية، مثل الثقة والميل إلى القلق، والحاجة إلى الشعور بالسيطرة.

يشمل العلاج:

  •  علاج أسباب الألم.
  •  الأدوية والعلاج الهرموني.
  •  العلاج الفيزيائي للحوض.
  •  العلاج النفسي للمرأة أو للزوجين معًا، أو العلاجات الجنسية.

قد تساعد بعض التدابير العامة، مثل:

  •  التعلم عن الطرق التي تزيد الرغبة الجنسية أو تثيرها، وذلك لكلا الشريكين.
  •  تحسين التواصل المتعلق بالجنس بين المرأة وشريكها.
  •  تشجيع الثقة والاحترام والتقارب العاطفي بين الشريكين، يمكن زرع هذه الصفات بمساعدة مختص أو دون مساعدته، وقد يحتاج الأزواج إلى المساعدة في تعلم حل المشكلات التي تعوق علاقتهم.
  •  تخصيص وقت مشترك لا يتضمن نشاطًا جنسيًا، إذ إن الأزواج الذين يتحدثون معًا بانتظام أكثر رغبة واستمتاعًا بالنشاط الجنسي.
  •  تجربة الأنشطة الجنسية المختلفة مثل التمسيد واللمس قبل الشروع بالجماع.
  •  اتخاذ خطوات وقائية لمنع العواقب غير المرغوب فيها.

الأدوية:

يمكن استخدام الإستروجين والأوسبيمفين لعلاج الضعف الجنسي لدى للمصابات بمتلازمة الجهاز البولي التناسلي لانقطاع الطمث.

يمكن استبدال مثبطات إعادة قبط السيروتونين الانتقائية بمضادات اكتئاب أخرى مثل البوبروبيون أو الميرتازبين أو الموكلوبيميد أو الدولوكستين.

اقرأ أيضًا:

ما هو تاثير ادوية الضعف الجنسي على امراض القلب ؟

قد يتأثر الدافع الجنسي وفقدان الرغبة الجنسية ببكتيريا الأمعاء!

ترجمة: قيثارة درويش

تدقيق: غفران التميمي

المصدر