يحدث قصور القلب الانقباضي -يُسمى أيضًا قصور منخفض الكسر القذفي- عندما لا يستطيع البطين الأيسر ضخ الدم بكفاءة، وهي حالة خطيرة قد تسبب ضررًا للأعضاء الأخرى. يتضمن العلاج إصلاح كل الأسباب الكامنة، مثل مرض الشريان التاجي أو ارتفاع ضغط الدم، إضافةً إلى تغيير نمط الحياة.

ما قصور القلب الانقباضي؟

قصور القلب الانقباضي حالة يكون فيها البطين الأيسر ضعيفًا. البطين الأيسر هو الحجرة الأكبر والأقوى من حجرات القلب، فهو مسؤول عن ضخ الدم الغني بالأكسجين من الرئتين إلى سائر الجسم. يؤدي سوء وظيفة البطين الأيسر إلى تراكم السوائل في الرئتين، ما يسبب ضيق التنفس والشعور بالتعب. قد يسبب أيضًا استسقاء البطن ووذمات القدمين والساقين.

قد ينجم قصور القلب الانقباضي عن عدة أسباب منها داء الشريان التاجي وارتفاع ضغط الدم والنوبات القلبية السابقة وعدم انتظام ضربات القلب وتعاطي الكحول وغير ذلك.

من المهم التعرف على أعراض قصور القلب وتحديد السبب، إذ يوجد العديد من العلاجات المتاحة التي تحسّن وظائف القلب ونوعية الحياة ومدة البقاء. يسمى قصور القلب الانقباضي أيضًا قصور القلب منخفض الكسر القذفي.

ما الكسر القذفي؟

الكسر القذفي هو قياس يمثل نسبة الدم التي يضخها البطين الأيسر مع كل انقباض، فهي علامة على مدى جودة ضخ القلب للدم. المجال الطبيعي والصحي لقياس الكسر القذفي هو 55% إلى 70%، قد تشير القيمة الأقل من 40% إلى قصور القلب الانقباضي.

مؤهبات الإصابة بقصور القلب الانقباضي:

قد يصاب أي شخص بقصور القلب الانقباضي، ولكنه أكثر شيوعًا مع التقدم في العمر. يحدث عادةً عند الأشخاص الذين عانوا حالات أخرى مرتبطة بالقلب.

قد يحدث قصور القلب الانقباضي عندما تؤدي حالة مرضية معينة إلى سوء وظيفة البطين الأيسر، مثل:

  •  داء الشريان التاجي.
  •  السكري.
  •  ارتفاع ضغط الدم.
  •  نوبة قلبية سابقة، احتشاء سابق لعضلة القلب.
  • عدم انتظام ضربات القلب.
  •  مرض صمام قلبي.
  •  التهاب عضلة القلب.

قد يؤدي الضرر إلى حدوث ندبة في عضلة القلب، أو تمدد البطين أو تصلبه. تُضعف هذه التأثيرات البطين وتقلل الكسر القذفي. غالبًا تفيد معالجة أسباب قصور القلب في تحسين وظائف القلب.

ما أعراض قصور القلب الانقباضي؟

قد تشمل علامات قصور القلب الانقباضي:

  •  ألم صدري.
  •  السعال أو الوزيز المستمر.
  •  التعب والضعف أو الدوار.
  •  الغثيان أو قلة الشهية.
  •  ضربات قلب سريعة أو غير منتظمة.
  •  ضيق في التنفس عند الجهد أو الاستلقاء.
  •  توذم في القدمين أو الساقين واستسقاء البطن.

التشخيص والاختبارات:

كيف يُشخَّص قصور القلب الانقباضي؟

لتشخيص قصور القلب الانقباضي، يستخدم الطبيب عدة استقصاءات. يشمل التشخيص عادة ما يلي:

  •  فحص جسدي سريري.
  •  اختبارات دموية.
  •  تصوير القلب.
  •  اختبارات الكسر القذفي.

في أثناء الفحص البدني، يقوم الطبيب بما يلي:

  •  السؤال عن الأعراض ومدة حدوثها.
  •  السؤال عن القصة المرضية وتاريخ المريض، متضمنًا الحالات السابقة المتعلقة بالقلب.
  •  الإصغاء إلى القلب والرئتين.
  •  قياس ضغط الدم.
  •  قياس الوزن.

قد تُظهر النتائج إجهاد الأعضاء الأخرى وتأثرها في قصور القلب. تتضمن الاختبارات الدموية قياس ما يلي:

  •  الألبومين، بروتين في الدم.
  •  الكرياتينين، المتعلق بوظيفة الكلى.
  •  الصوديوم والبوتاسيوم.

تساعد اختبارات التصوير التشخيصي الطبيب على رؤية القلب واكتشاف أي أذيات بنيوية فيه، وتشمل:

  •  الأشعة السينية للصدر.
  •  الأشعة المقطعية للقلب.
  •  التصوير بالرنين المغناطيسي.

تشمل اختبارات قياس الكسر القذفي:

  •  قثطرة القلب.
  •  مخطط صدى القلب.
  •  اختبار الإجهاد بالتمارين الرياضية.
  •  فحوصات التقييم المتعددة.

قد يُجري الطبيب تخطيط القلب الكهربي، لاختبار معدل ضربات القلب وإيقاعه.

التدبير والعلاج:

كيف يُعالج قصور القلب الانقباضي؟

الهدف الأول لعلاج قصور القلب الانقباضي منخفض الكسر القذفي هو علاج الأسباب الكامنة. مثلًا، إذا كان ضغط دم المريض مرتفعًا، فقد يحتاج إلى أدوية للتحكم في ضغطه. إذا كان مصابًا بالسكري، فيجب تناول الأدوية للتحكم في مستوى السكر في الدم. قد يحتاج بعض المرضى إلى عملية جراحية أو جهاز مزروع لمساعدة القلب على أداء وظائفه.

قد يوصي الطبيب أيضًا بتغييرات في نمط الحياة مثل:

  •  تجنب الكحول والتدخين.
  •  التمرين بانتظام واعتدال.
  •  الحد من تناول الملح: بتناول ما لا يزيد على 1500 ملغ من الصوديوم يوميًا.
  •  الحفاظ على وزن صحي، ومراقبة الوزن وإبلاغ الطبيب عن أي زيادة مفاجئة.
  •  المشاركة في برنامج إعادة تأهيل القلب.
  •  الحد من التوتر والحصول على قسط وافر من الراحة.

ما الأدوية المستخدمة لعلاج قصور القلب الانقباضي؟

تسهم مجموعة من الأدوية في تحسين الكسر القذفي والأعراض ووظيفة القلب عمومًا. الفكرة هي تقليل هرمونات التوتر في الجسم، وتقليل العمل الذي يحتاج القلب إلى القيام به بتوسيع الأوعية الدموية، والتحكم في معدل ضربات القلب وخفض ضغط الدم. من الأدوية التي تساعد على ذلك:

  •  حاصرات بيتا: تعمل هذه الفئة من الأدوية على تحسين وظيفة القلب بإبطاء معدل ضرباته. وتتحكم أيضًا في ضغط الدم، وتقلل فرصة الإصابة بنوبة قلبية، وتنظم ضربات القلب غير الطبيعية وتمنع هرمونات التوتر.
  •  مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين: تعمل هذه الأدوية على تحسين وظائف القلب، بالتحكم في ضغط الدم وتوسيع الأوعية الدموية ومنع هرمونات التوتر في الجسم.
  •  حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين: تعمل هذه الأدوية بطريقة مشابهة لمثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين، وتُعطى حال عانى المرضى الآثار الجانبية لمثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين.
  •  مثبطات مستقبلات الأنجيوتنسين-النيبريليسين: تقلل هذه الأدوية هرمونات التوتر ما يحسن وظائف القلب، ويوسع الأوعية الدموية.
  •  مدرات البول: تُحسّن أعراض قصور القلب بمساعدة الكليتين على التخلص من السوائل الزائدة. يساعد تقليل السوائل القلب على ضخ الدم بكفاءة، ويقلل الوذمات ويحسن التنفس إذا حدث تراكم للسوائل في رئتي المريض.
  •  مثبطات (SGLT-2): هي فئة من الأدوية الموصوفة لمرضى السكري. تخفض مستوى السكر في الدم بطرح السكر في البول. قد تفيد مرضى قصور القلب إذ تزيل السوائل الزائدة من الجسم.

الوقاية من قصور القلب الانقباضي:

إن تقليل فرصة الإصابة بقصور القلب أمر ممكن، بالاعتناء بصحة الجسم جيدًا وذلك بما يلي:

  •  تناول نظام غذائي متوازن.
  •  التمرين المنتظم.
  •  الحصول على قسط كاف من الراحة.
  •  تجنب الطعام غير الصحي والتدخين والكحول والحد من تناول الدهون والملح.
  •  الحفاظ على وزن صحي.
  •  تخفيف التوتر.

توقعات قصور القلب الانقباضي:

قصور القلب حالة خطيرة مزمنة تستمر مدى الحياة، وقد تقصّر عمر المريض. تعتمد التوقعات على عدة عوامل، منها:

  •  درجة مرض القلب.
  •  الصحة العامة والظروف الصحية الأخرى.
  •  الاستجابة للعلاجات.
  •  السبب المؤهب.

متى يجب طلب العناية الطبية؟

يجب طلب العناية الطبية على الفور إذا عانى الشخص:

  •  ألم صدري.
  •  الإغماء أو الضعف الشديد.
  •  ضربات قلب سريعة أو غير منتظمة.
  •  ضيق مفاجئ وشديد في التنفس.

بوسع المريض أن يسأل الطبيب الأسئلة الآتية:

  •  ما سبب قصور القلب الانقباضي؟
  •  هل يؤثر في الأعضاء الأخرى؟
  •  ما معدل الكسر القذفي للمريض؟
  •  ما التغييرات في نمط الحياة أو الأدوية التي قد تساعد في هذه الحالة؟
  •  ما الذي يجب تجنبه؟
  •  متى تجب إعادة اختبار الكسر القذفي؟

ختامًا، إن قصور القلب الانقباضي حالة خطيرة ومزمنة، وينبغي التحدث إلى الطبيب حال وجود أعراض قصور القلب. علاج الأسباب المؤهبة واختيارات نمط الحياة الجيدة تخفف الأعراض وتساعد على العيش حياة أطول وأكثر جودةً.

اقرأ أيضًا:

هل تمكن معالجة النوبة القلبية قبل حدوثها؟

حبوب زيت السمك لا تفيد كما نظن وقد تزيد مخاطر عدم انتظام ضربات القلب

ترجمة: لمك يوسف

تدقيق: لين الشيخ عبيد

مراجعة: أكرم محيي الدين

المصدر