مرض السيلان – التعقيبة – ، من الممكن أن يصبح مقاوم للمضادات الحيوية بشكل أسرع من المتوقع


مرض السيلان من الأمراض المنتقلة جنسيًّا. وهو شائع جدًّا عند الشباب في بداية البلوغ. يمكن للجراثيم المسببة للسيلان أن تصيب السبيل التناسلي أو الفم أو الشرج. من الممكن أن تُصاب بالسيلان أثناء ممارسة الجنس عن طريق المهبل أو الفم أو الشرج مع شريك مُصاب. ويمكن للأم الحامل أن تنقل المرض لوليدها خلال الولادة.

لا يسبب السيلان أعراض دائمًا. ف يمكن أن يسبب السيلان عند الرجال، ألمًا عند التبوّل والإفراغ من القضيب. يمكن أن يسبب السيلان مشاكلًا في غدة المؤثة (البروستات) والخصى إذا لم يتم علاجه.
أما عند النساء فتكون الأعراض المُبكرة للمرض خفيفة. ويمكن للأعراض لاحقًا أن تسبب نزيفًا بين الدورات الشهرية وألمًا عند التبوّل وإفراغ زائد من المهبل. إذا لم يتم علاجه، يكمن أن يؤدي إلى مرض التهابي حَوضي، الذي يسبب مشاكلًا أثناء الحمل ويؤدي للعقم والحمل المُنتبذ –في هذا الحمل تنغرس البيضة الملقحة وتتطور في نفير فالوب بدلًا من الرحم– وهو أمر مهدد للحياة.

بعد تشخيص المرض من قبل عاملي الرعاية الصحية عند الاطلاع على الفحوصات المخبرية. يكون العلاج بواسطة المضادات الحيوية. لكن هذا العلاج يصبح صعبًا جدًّا بسبب تزايد الذُريّة الجرثومية المقاومة للدواء.

قام علماء من مراكز مكافحة الأمراض واتِّقائها وقسم صحّة ولاية هاواي في الولايات المتحدّة بتقرير مجموعة من حالات مرض السيلان في هذه الولاية، التي أظهرت فيها جراثيم المكوّرات البُنِّية مقاومة عالية جدًّا لواحد من الأدوية، أزيترومايسين، وقلّلت بقدر مكافئ من الحساسية لدواء ثاني وهو السيفترياكسون.

تم استخدام هذين الدواءين ممزوجين، أَمِل الخبراء أن يبطئوا من تطور الجراثيم العنيد من خلال خزانة المضادات الحيوية التي لديهم.

منذ عام 2005 لم يتم تسجيل سوى 4 حالات منعزلة لمصابين بالمكوّرات البُنّية أنقصت من الحساسية والاستعداد لهذين الدوائين. لكن هذه هي المرة الأولى التي نرى فيها مجموعة من الحالات في الولايات المتحدة التي تقوم فيها الجراثيم بقهر المضادات الحيوية الأخرى، وتصبح قادرة على تجنّبها أيضًا.

يقول دكتور جوناتان ميرمن، رئيس مركز CDC الوطني لمكافحة الإيدز والتهاب الكبد الفيروسي والأمراض المنتقلة جنسّيًا والسلّ: «خطّنا الدفاعي الأخير ضد مرض السيلان بدأ يضعف. إذا استمرت المقاومة بالازدياد والانتشار، العلاج الحالي سيفشل بشكل نهائي، و800.000 أمريكي في السنة سيكونون في خطر السيلان غير المُعالج».

مجموعة الحالات هذا، تم وصفه من قبل الدكتور آلان كاتز، من مجلس ولاية هاواي للصحة، وقد تضمّنت الحالات 6 رجال وامرأة، ولكن في الحقيقة هذا بلا شك أكبر بكثير من ذلك. فهم لم يمارسوا الجنس مع بعضهم، لذا فمن المؤكد بأنهم أصيبوا بالعدوى من ناس آخرين.

يقول كاتز بأن هؤلاء الأشخاص السبعة لديهم بشكل إجمالي ثماني شركاء جنسيين. أربعة من الثمانية وافقوا على الفحص، لكن لم يكن أحد منهم مصاب.

أظهرت تحاليل السلاسل الجينية للفيروسات بأنهم كانوا مترابطين بشكل قريب، يقول الدكتور كاتز.

كل الأشخاص السبعة تم علاجهم من العدوى، لكن يبدو أنها مجرد مسألة وقت قبل فشل العلاج. قبل هذه السنة قدم أطباء من بريطانيا تقريرًا بأن رجلًا أصيب بالسيلان، ولم يُشفَ بواسطة الخط الأول من المضادات الحيوية، مع ذلك بعلاج متابع لمدة 3 أشهر تم القضاء على المرض لاحقًا.

إذا فشل مزج الأدوية، فلن يكون هناك خيار علاجي آخر متوافر حاليًّا.

الجدير بالذكر، إن الواقي الذكري مفيد جدًّا ويمكن أن ينقص من نسبة الإصابة بالسيلان، لكنه لن يقضي على المرض وانتشاره أبدًا.


إعداد: مصطفى بجود
تدقيق: عبدالله الصباغ
المصدر الأول
المصدر الثاني