رغم السمعة الإعلامية السيّئة التي تحظى بها درّاجات الأطفال، إلّا أنها ما زالت موجودة وواسعة الانتشار.

رغم أن لعبة الأطفال هذه ليس لها أيّ فائدة وقد تعرضهم للمخاطر إلّا أن العديد من الآباء في الولايات المتحدة لا يزالون يستخدمونها.

أما الآن وقد أظهرت دراسة حديثة المخاطر التي تسببها هذه اللعبة فإنه يجب علينا جميعا أن نكون أكثر انتباهًا.

فبصرف النظر عن وجود الملصقات التحذيرية للمنتج، والحملات التعليمية، وتوصيات الخبراء بمنع إنتاج وبيع هذه الألعاب إلّا أن الأبحاث تبيّن أن دراجات الأطفال لا زالت تتسبب بدخول الأطفال إلى أقسام الطوارئ بسبب إصابات يمكن تفاديها.

يقول غاري سميث (Gary Smith) المؤلف وخبير أمراض المستهلكين المتعلقة بالإصابات الناتجة عن استخدام المنتجات في مستشفى ناشون وايد للأطفال (Nationwide Children’s Hospital): «الخبر الجيّد هو أن عدد الأطفال الذين يتعرضون للإصابات بسبب الدراجات أخذ بالتناقص بشكل ملحوظ خلال السنوات الـ25 الماضية».

ويضيف: «ومع ذلك فإنه من المهم أن تفهم العائلات أن هذه المنتجات لا تزال تتسبب بالإصابات للأطفال الصغار وأنه يجب ألّا يتم استخدامها».

إن الهدف من استخدام هذه اللعبة الشهيرة هو ما يتسبب بمشكلات كثيرة.

إن ما توفره درّاجات الأطفال من زيادة في القدرة على التجول تعرض الأطفال لمواقف خطيرة وغير خاضعة للرقابة وخصوصا عندما تتواجد بالقرب من الدرج أو الأدوات الحادّة، أو الأجهزة الخطرة.

ويعد سميث وفريقه أول من قام بتحري أثر معايير السلامة الإلزامية التي فرضتها الحكومة الفيدرالية عام 2010 على دراجات الأطفال، وذلك من خلال جمع بيانات من أقسام الطوارئ في الولايات المتحدة بين عامي 1990 و2014.

تبيّن الدراسة أنه وعلى مدى 24 سنة فقد تمت معالجة ما يقدر بحوالي 230,676 طفلًا تحت عمر 15 شهرًا في أقسام الطوارئ من إصابات تعرضوا لها بسبب هذه اللعبة.

أكثر من 90% من هذه الإصابات كانت في الرقبة والرأس، وأشهرها الإصابات في الأنسجة والارتجاجات وإصابات الرأس.

وبشكل عام فإن معظم هذه الحوادث تشمل السقوط عن الدرج والذي اعتبر دارجًا لبعض الوقت ما استدعى وضع العديد من معايير السلامة المهمة.

ففي عام 1997 تمّت إضافة أحد معايير السلامة الاختيارية والذي كان يتطلب جعل دراجات الأطفال أعرض من مدخل البوابات أو إضافة آلية إيقاف تعمل على إيقاف الدراجة عندما يقع أحد الدواليب على الأطراف.

ثم تمّ تطبيق أحد معايير السلامة الإجبارية عام 2010 والذي تضمن قوانين أكثر صرامة على عاتق المصنعين -بما في ذلك المصنعين الدوليين- كما قدمت اختبار فرامل للتوقف.

وكما يبدو فإن كلا السياستين قد نجحت، فخلال مدة الدراسة انخفضت أعداد الإصابات من 20,650 عام 1990 إلى 2,001 عام 2014.

هذا الانخفاض يعود بشكل رئيس إلى انخفاض الإصابات الناتجة عن السقوط من الدرج.

فمثلًا بين عامي 1990 و2003 انخفض معدل الإصابات المتعلقة بالدراجات والمرتبطة بالسقوط من الدرج بنسبة 90%.

كما كانت سياسة عام 2010 مجدية أيضًا، فخلال السنوات الأربع بعد تطبيق معايير السلامة الإلزامية انخفضت نسبة الإصابات المتعلقة بدرجات الأطفال بنسبة 22% عما كانت عليه قبل تطبيق هذه المعايير الفيدرالية.

بالإضافة إلى تعديل القوانين، قام الباحثون باقتراح بعض العوامل الأخرى التي قد تكون لعبت دورًا في هذا الميل للتناقص والتي تشمل التفضيل المتزايد لمراكز الأنشطة الثابتة وجود عدد أقلّ من موديلات دراجات الأطفال في المنازل.

وبينما أن تحسين تعليم الوالدين قد يؤثّر جزئيًا على هذا الميل، إلّا أنها طريقة غير فعالة في التعامل مع المشكلة.

وجدت الدراسات السابقة أن 90% من العائلات التي تمّ علاج أحد أطفالها بسبب إصابة متعلقة بالدراجات كانوا يعرفون مسبقًا الأخطار المحتملة قبل وقوع الحادثة.

والمثير للدهشة أن 32% منهم قالوا بأنهم استمروا باستخدام هذه الأداة حتى بعد وقوع الإصابة.

كما ويجب الأخذ بعين الاعتبار أن هناك ما هو أكثر من المخاطر الجسدية، فهذه الألعاب يمكن أن تكون مضرة بالتطوّر العقلي للطفل.

فعندما عرضت دراجات الأطفال لأول مرة في الأسواق كان يتم بيعها على أنها أدوات لتعزيز المشي والمهارات الحركية.

ولكن الدراسات السابقة تقترح ما هو عكس ذلك تمامًا، أي أنها تؤخر التطور الحركي والمعرفي بشكل بسيط.

بالإضافة إلى ما سبق ذكره، فإن الدراسة الجديدة تضيف سببًا جديدًا إلى قائمة متنامية من الأسباب التي تدعم فكرة التخلي التام عن دراجات الأطفال.

يقول سميث مفسرًا: «تعطي دراجات الأطفال سرعة حركة للأطفال تصل إلى 4 أقدام (1.2 مترًا) في الثانية قبل جهوزيتهم لذلك».

ويضيف: «ولهذا السبب نحن نؤيد دعوة الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال لفرض حظر على تصنيع وبيع واستيراد دراجات الأطفال في الولايات المتحدة».

نُشرت هذه الدراسة في (Pediatrics).


  • ترجمة: رنا سنقرط
  • تدقيق وتحرير: صهيب الأغبري
  • المصدر