وجّه تحالف ضخم يضم أكثر من 11000 عالم رسالة مهمة للعالم أجمع مفادها: قريبًا سيكون هناك معاناة إنسانية لا توصف إذا لم نُجر تغييرات سريعة وفعالة وثابتة على حياتنا. لأكثر من 40 عامًا حذر علماء العالم من أزمة مناخية قريبة، وحتى الآن حظيت نداءاتهم بالقليل من الانتباه والتغيرات. الآن وفي خضم الأزمة العالمية ومع تلاشي أصداء توقعاتهم المستقبلية لا يملك العلماء خيارًا سوى المحاولة مرة أخرى.

يقول العالم البيئي Thomas Newsome من جامعة سيدني: «لدى العلماء التزام أخلاقي بتحذير البشرية من أي تهديد خطير، ومن البيانات التي لدينا من الواضح أننا نواجه أزمة مناخية».

بعد عامين من تأليف واحدة من أكثر الدراسات تناولًا للمناخ والموقعة من مجموعة عالمية كبيرة من العلماء، أرسل Newsome وزملاؤه إنذارًا آخر عاجلًا للعالم أجمع.

وبتحفيز من الغضب العالمي بسبب الشأن البيئي، تستعرض دراستهم البيانات لأربعة عقود مبينةً استخدام الطاقة ودرجة الحرارة السطحية وعدد السكان وإزالة الغابات والجليد القطبي ومعدلات الخصوبة وبالطبع انبعاثات الكربون. ونشرت الدراسة ولأول مرة في أوائل نوفمبر 2019 إذ وُقّعت من عدد كبير من العلماء من أكثر من 150 دولة مختلفة.

كتب الباحثون: «إن الأزمة المناخية قد بلغت بل وتتسارع بوتيرة أسرع مما توقعه معظم العلماء، وإنها أقسى وأشد مما كان متوقعًا إذ تهدد الأنظمة البيئية الطبيعية ومصير البشرية».

أكثر من 11000 عالم يعلنون عن أزمة مناخية عالمية - ما هي الجهود التي تبذلها حكومات الدول في سبيل حل مشكلة الاحتباس الحراري

لا تعد النتائج أمرًا جديدًا ولكنها تقدم بعض الحلول والعلامات المقلقة مثل إنتاجنا المتزايد للحوم وفقدان الأشجار ومعدل الولادات وانبعاثات الكربون. اليوم يزداد وبشدة التعداد السكاني في العالم بحوالي 80 مليون شخص في السنة وتزداد إزالة الغابات في الأمازون مع مرور الوقت.

يقول العالم البيئي William Ripple من جامعة Oregon State: «على الرغم من المباحثات الدولية الكبرى على مدى 40 عامًا، فقد فشلنا في معالجة هذه المحنة».

يقترح مجرو الدراسة أنه يجب ترك الوقود الأحفوري المتبقي داخل الأرض لمنع وقوع ما سيكون أزمة مناخية عالمية.

عوضًا عن ذلك، يجب السعي نحو الطاقة المتجددة وتكنولوجيا حجز الكربون والاعتماد على الأطعمة ذات الأصل النباتي وتوفير خدمات تنظيم الأسرة لجميع الناس وخاصة الفتيات والشابات.

يعترف الباحثون بأن الدول الثرية ستسلك هذا الاتجاه من التغيرات حتمًا، ولكن إذا كان العالم يطمح بشكل جدي لمستقبل خال من الكربون فيجب دعم الدول الفقيرة أيضًا.

بينما نسيطر أو نتحكم جميعًا -بصفتنا مجتمعًا- على مقدار انبعاثاتنا، فيجب علينا جميعًا وبآن واحد التصرف بسرعة لوقف فقدان التنوع الحيوي ومواطن الحياة النباتية والحيوانية، ما يؤدي لازدهار ونمو الغابات والمواطن الطبيعية الأخرى ومن ثم تخزين وامتصاص الكربون. ومن خلال هذه الحلول الطبيعة فقط -بحسب حسابات الباحثين- يمكننا تلبية ثلث آمالنا من الانبعاثات في مدينة باريس.

تناقش العلماء حول ضرورة تغير أهدافنا من ازدهار الناتج المحلي الإجمالي والسعي لتحقيق الثراء نحو الحفاظ على الأنظمة البيئية وتحسين رفاهية الإنسان من خلال إعطاء الأولوية للاحتياجات الأساسية والحد من عدم المساواة.

من الواضح أنه تحسن كبير بالنظر لوضع القادة في الوقت الحالي، ولكن الخبر السار أنه إذا نجحنا في ذلك فإن مصير الجنس البشري سيتحسن كثيرًا وكذلك الأمر لموطنه في هذا الكون.

في الآونة الأخيرة أصبحت الأمور تسير بالاتجاه المطمئن إذ وخلال العقد الماضي ارتفع معدل استخدام الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بمقدار 300% ووصل بيع الوقود الأحفوري لأكثر من 7 تريليون دولار أمريكي وبالتالي أصبح سعر الكربون يزداد ببطء. ناهيك عن العمل الواسع الذي اتخذ مؤخرًا بشأن المناخ من قبل الأفراد والشركات والأمم.

ومع ذلك يعترف الباحثون بأنه ما يزال هناك الكثير لفعله وخاصة إذا كنا نرغب بتجنب نقطة تحول لا رجعة فيها، الأمر الذي سيقيّدنا إذ ستصبح الأمور خارجة عن سيطرتنا.

ويؤكد لنا Newsome: «رغم أن الأمور سيئة، فليس الأمر ميؤوسًا منه إذ يمكننا اتخاذ خطوات لمعالجة هذه الأزمة المناخية». نحن فقط بحاجة لشد انتباه أولئك الذين في السلطة ليستمعوا لنا.

اقرأ أيضًا:

علماء يصممون جهازا يحول غاز ثاني أكسيد الكربون لوقود سائل

نصف الكرة الشمالي يسجل الصيف الأعلى حرارة

ترجمة: يزن باسل دبجن

تدقيق: عون حداد

المصدر